لم يعد الحديث عن الدولي المغربي أشرف حكيمي مجرد إشادة موسمية بأداء لاعب يتألق في المواعيد الكبرى، بل تحول إلى توثيق لمسار فريد من نوعه، يعيد تعريف مفهوم “اللاعب العالمي” من زاوية مغربية. فخلال موسم كروي واحد، حقق حكيمي ما لم يسبقه إليه أحد في تاريخ كرة القدم الحديثة: الحضور ضمن التشكيلة المثالية لأربع مسابقات دولية كبرى.
إنه إنجاز لا يليق إلا بلاعب نادر من طينة الكبار. فقد أدرج اسم نجم باريس سان جيرمان ضمن التشكيلة المثالية لكل من الدوري الفرنسي “ليغ 1″، ودوري أبطال أوروبا، وكأس أمم إفريقيا، قبل أن يكلل عامه المذهل بالتواجد ضمن التشكيلة المثالية العالمية لسنة 2024.
المفارقة أن هذا التتويج الرباعي لم يأت في موسم استثنائي لناديه فحسب، بل خلال فترة تعرّض فيها حكيمي أيضا لضغوط إعلامية وقانونية واجتماعية، جعلت البعض يتوقع تراجع مستواه. إلا أن ابن المغرب، القادم من أكاديمية ريال مدريد، أثبت أن الكبار يصنعون في اللحظات الصعبة، لا في الفترات المريحة.
وقد أظهر مستوى ثابتا في كل البطولات التي شارك فيها، وساهم بأهداف وتمريرات حاسمة، إلى جانب أدوار دفاعية هجومية جعلته أيقونة في مركز الظهير الأيمن، ليس فقط في باريس سان جيرمان، بل أيضا في المنتخب الوطني، حيث تألق بشكل لافت خلال كأس أمم إفريقيا الأخيرة.
تأتي هذه النجاحات لتؤكد أن حكيمي لم يبلغ بعد ذروة عطائه، وأن القادم قد يحمل تتويجات أكبر، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. وبالرغم من المنافسة الشرسة على الجوائز الفردية، فإن ترشيحه المتكرر للتشكيلات العالمية يعد مؤشرا واضحا على اعتراف دولي بقيمته الفنية والتكتيكية.
هكذا، يثبت أشرف حكيمي أن التألق لا يأتي من فراغ، بل من اجتهاد دائم، واستعداد نفسي كبير لمواجهة الضغط، وحرص على تمثيل المغرب بأفضل صورة في ملاعب العالم.
يسعدني تلقي رسائلكم على: ayoub.anfanews@gmail.com