شهدت مدينة الدار البيضاء حدثا غير مسبوق في عالم السيارات، حيث افتتح رسميا أول معرض مخصص بالكامل للسيارات الكهربائية والهجينة تحت اسم “أوتو إكسبو 2025”. ويأتي هذا الحدث ليؤكد انخراط المغرب في التحولات العالمية التي يشهدها قطاع صناعة السيارات نحو الطاقات النظيفة والحلول المستدامة.
عبد الوهاب الناصري، رئيس جمعية مستوردي السيارات بالمغرب “أفيام”، أوضح في تصريح خص به وسائل الإعلام أن المغرب لم يعد متفرجا على الثورة التكنولوجية التي تجتاح العالم في هذا المجال. وقال الناصري: “الاتجاه العالمي الآن يسير نحو السيارات الكهربائية والهجينة. جميع العلامات التجارية الكبرى لم تعد تنتج إلا في هذا المسار، والمستقبل، بلا شك، للسيارات النظيفة. المغرب لا يمكنه أن يتأخر عن هذا الركب”.
الناصري كشف أن المعرض يعرض 70 طرازا مختلفا، كلها إما هجينة أو كهربائية بالكامل، وهو رقم يعكس حجم الاهتمام بالسوق المغربية. وأضاف أن الزبناء المحليين بدأوا فعلا في الإقبال على هذا النوع من السيارات، حيث تمثل حاليا 10% من إجمالي المبيعات، مع توقعات بارتفاع النسبة في السنوات المقبلة.
من بين النقاط التي أبرزها رئيس الجمعية، انخفاض أسعار السيارات الهجينة بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية، ما جعلها في متناول شريحة أوسع من المستهلكين. لكنه أشار إلى تحد يتعلق بالفارق الكبير بين أسعار البنزين والديزل، داعيا السلطات العمومية إلى بذل مجهود لتقريب الأسعار وتشجيع المستهلكين على التحول نحو الطاقات النظيفة.
أما بخصوص السيارات الكهربائية بالكامل، فقد شدد الناصري على أن العائق الأكبر أمام انتشارها يكمن في قلة محطات الشحن بالمغرب، وهو ما يفسر تراجع الإقبال عليها مقارنة بالسيارات الهجينة. وأضاف أن تطوير شبكة واسعة لمحطات الشحن سيكون خطوة حاسمة لدعم هذا القطاع.
ويتيح “أوتو إكسبو 2025” للزوار فرصة فريدة للتعرف على أحدث الابتكارات التكنولوجية في عالم السيارات، والتواصل مباشرة مع التقنيين والمصنعين لفهم مزايا السيارات الاقتصادية والصديقة للبيئة. كما يسعى المعرض إلى نشر الوعي البيئي لدى المستهلكين وتشجيعهم على اقتناء سيارات أكثر استدامة، في انسجام مع التوجهات العالمية للحد من انبعاثات الكربون.
هذا الحدث، الذي يعتبر سابقة في المغرب، يعكس رغبة المملكة في ترسيخ موقعها كوجهة مستقبلية للسيارات الكهربائية والهجينة في المنطقة. ومع تزايد الاهتمام العالمي بالطاقات المتجددة وتطوير البنية التحتية، يفتح “أوتو إكسبو 2025” الباب أمام مرحلة جديدة في سوق السيارات المغربية، عنوانها الابتكار والالتزام البيئي.