نشر موقع “جون أفريك” تقريرا مفصلا حول الشخص المعروف بـ “إسكوبار الصحراء”، وهو تاجر المخدرات المالي الذي تم اعتقاله في المغرب بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات. هذا الاعتقال أدى إلى اعتقال عدد من الشخصيات المرموقة في المغرب، من بينهم سعيد الناصري، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، ورئيس نادي الوداد، وعبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق.
التقرير الذي نشرته المجلة يسلط الضوء على شخصية “إسكوبار الصحراء”، تاجر المخدرات المنحدر من دولة مالي. وقد قاد هذا الشخص الساحة السياسية والرياضية في المغرب إلى حالة من الارتباك. يتعلق الأمر بالحاج أحمد بن إبراهيم، المعروف بإسكوبار الصحراء، والذي ولد في مالي في عام 1976.
تغيرت حياة إسكوبار عندما شارك في رالي باريس دكار والتقى بمشاركين آخرين، مما فتح أمامه أبواب الفهم والتعرف على مسارات الصحراء. بدأ إسكوبار في استكشاف هذه المناطق الصعبة التي تحكمها المساعدات الإنسانية وتجارة السلاح والمخدرات.
التقرير يكشف عن حياة إسكوبار البسيطة في طفولته كابن لراعي إبل، وكيف تغيرت حياته بعد لقائه بمشاركين في رالي باريس دكار. بدأ إسكوبار في تعميق معرفته بالصحراء، وتعلم لهجات الأزاواد والتعرف على القبائل، مما جعله يتمتع بفهم عميق لتفاصيل الساحل الإفريقي.
وفي ليلة الجمعة الماضية، جرى نقل إسكوبار إلى سجن “عكاشة” بالدار البيضاء، حيث يواجه تهما ثقيلة تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات، ويظهر أن هذه القضية قد بدأت قبل 13 عاما وتورط فيها عدة شخصيات. يبقى هذا التاجر غامضا، وتبقى أسراره تلقي ظلالها على الساحة السياسية والرياضية في المغرب.
إسكوبار الصحراء يحس بالغدر
عمق معرفته بالصحراء جعله محط أنظار الشخصيات البارزة في المنطقة، من بينهم سيف الإسلام القذافي، الابن الثاني للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وشخصيات أخرى ذات نفوذ في القارة. سرعان ما تحول المالي إلى مستوى ثان من العمل، حيث استغل معرفته بالصحراء في تجارة المخدرات. بدأ باستخدام الطائرات الصغيرة لنقل الكوكايين من أمريكا اللاتينية إلى غرب إفريقيا، ومن ثم نقلها برا عبر دول مثل مالي والنيجر والجزائر وليبيا ومصر، أو بحرا عبر السواحل المغربية إلى أوروبا.
تطورت حياته المالية بسرعة، حيث أصبح واحدا من أكبر تجار المخدرات في القارة. زواجه من ابنة مسؤول عسكري بوليفي بارز وتوسيع ممتلكاته في غينيا والبرازيل وروسيا،.. إضافة إلى اقتنائه جزيرة خاصة وعقارات في عدة دول، أظهرت توسعا ملحوظا.
توجه إلى المغرب واشترى عقارات في الدار البيضاء ووجدة، وحصة في فندق فاخر في إسبانيا. درس في جامعة بريطانية ليضيف إلى سيرته العلمية. بدأ يقرب من شخصيات مغربية ابتداء من عام 2010،.. ولكن توترت علاقته معهم بعد اتهامهم بتدبير مكيدة ضده، حيث اتهموه بالتورط في عمليات تهريب المخدرات.
في 2015، تم اعتقاله في موريتانيا بتهمة حيازة 3 أطنان من المخدرات،.. لكن تم إطلاق سراحه بعدما أدركت المحكمة الموريتانية أن القضية تتعلق بشخص ذو تأثير كبير. بعد السجن، حاول استعادة مكانته في المنطقة، لكنه اكتشف أن شركاءه المغاربة قد استولوا على ممتلكاته،.. مما زاد من توتر العلاقة بينهم.
تجربته في المغرب، خاصة طريقة اعتقاله في المطار، أثارت فيه شعورا بالغدر. استغرق وقتا طويلا للدراسة ووضع استراتيجية رد فعله،.. حيث قام بتقديم ثماني شكاوى ضد رئيس الجهة الشرقية. هذه القضية أثارت اهتمام الشرطة القضائية في المغرب، وتمت مراجعته عدة مرات في سجنه بالجديدة.