في الوقت الذي تعيش فيه المملكة أجواء التحضير المكثف لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025، وجد عشاق الكرة في الدار البيضاء أنفسهم أمام قرار غير متوقع، تمثل في إغلاق مركب محمد الخامس انطلاقا من يوم الأربعاء 5 نونبر المقبل، بغرض الشروع في أشغال الإصلاح والتأهيل التي تندرج ضمن استعدادات البلاد للعرس القاري المنتظر.
وأعلنت العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، في بلاغ رسمي، أن مباراة الرجاء الرياضي أمام الكوكب المراكشي برسم الجولة الثامنة من البطولة الاحترافية، تم تقديمها إلى يوم الثلاثاء 4 نونبر على الساعة الثامنة مساء، نزولا عند طلب السلطات المحلية وبالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية، وذلك لتفادي أي تعارض مع الأشغال المرتقبة داخل الملعب.
هذا القرار، الذي جاء في سياق وطني يستعد لتنظيم أكبر تظاهرة كروية إفريقية، انقسمت حوله جماهير البيضاء بين متفهمة وغاضبة.
فبينما عبرت فئة من أنصار الوداد والرجاء عن تفهمها للخطوة معتبرة أن “المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار”، رأى آخرون أن إغلاق المركب في هذا التوقيت يمثل ضربة موجعة لعشاق الناديين، خصوصا في ظل غياب بدائل ملائمة من حيث البنية التحتية والموقع الجغرافي.
ويرى بعض المشجعين أن “دونور” ليس مجرد ملعب، بل رمز للكرة البيضاوية وذاكرة جماعية تختزل لحظات الانتصارات والخيبات، فيما دعا آخرون إلى تسريع وتيرة الأشغال حتى لا تتأثر البرمجة المحلية ولا يجد الفريقان نفسيهما متنقلين بين الملاعب بحثا عن الاستقرار الفني والجماهيري.
في المقابل، يؤكد آخرون أن هذه الأشغال ضرورية، وأن ما سيترتب عنها من إزعاج مؤقت سيفضي إلى ملعب أكثر حداثة وجاهزية يليق بمدينة الدار البيضاء وبقيمة الأندية التي تمثلها، استعدادا لتظاهرة قارية ينتظرها المغاربة بفخر كبير.