في تصعيد جديد يستهدف استقرار المملكة المغربية ووحدتها الترابية، جددت إيران دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية، معلنة بذلك عن موقف يتجاوز حدود المساندة السياسية ليدخل في إطار التدخل المباشر في شؤون المغرب الداخلية. ففي كلمتها أمام اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكدت مندوبة إيران دعمها لما وصفته بـ”حق شعب الصحراء في تقرير المصير”، داعية الأمم المتحدة إلى التدخل لوقف ما زعمت أنه “استغلال للثروات الطبيعية في الصحراء”.
هذه التصريحات لم تقف عند حد دعم الانفصاليين، بل تضمنت هجوما لاذعا على المغرب،.. حيث وصفت مندوبة إيران المملكة بأنها “دولة احتلال”،.. مطالبة المنظمة الدولية باتخاذ إجراءات لتمكين “شعب الصحراء” من حقوقه التي وصفتها بـ”غير القابلة للتصرف”. هذا التصعيد الإيراني المتكرر أثار ردود فعل متباينة، خصوصا في ظل محاولات بعض الأطراف في المغرب التقليل من تأثير الدور الإيراني على الأمن القومي المغربي، على غرار “الحقوقي” عزيز غالي.
وفي هذا السياق، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، ناصر بوريطة، في تصريحات سابقة،.. أن إيران متورطة بشكل مباشر في تسليح وتدريب عناصر البوليساريو،.. عبر ذراعها المتمثل في حزب الله. وشدد بوريطة على أن دعم إيران للجبهة الانفصالية لا يقتصر على المساعدات العسكرية،.. بل يمتد إلى استخدام الحزب كأداة لتوسيع نفوذها في شمال وغرب إفريقيا.
التحركات الإيرانية التي تستهدف المغرب تأتي في سياق أوسع يعكس سياسة طهران في استخدام دعم الانفصاليين كوسيلة للضغط على الدول العربية والإفريقية. لكن هذا الموقف الإيراني المحرج قد يضع الداعمين لها في المغرب في موقف لا يحسدون عليه،.. إذ يجدون أنفسهم بين مطرقة الولاء للمغرب وسندان علاقاتهم مع نظام طهران.
الهجوم العلني من قبل إيران على وحدة المغرب الترابية يضع هؤلاء الداعمين في موقف حرج،.. ويثير تساؤلات حول مدى قدرتهم على تبرير هذا التدخل السافر في قضية حساسة مثل قضية الصحراء.