شهدت مدينة زاكورة، أمس، مشهدا احتجاجيا أمام المستشفى الإقليمي، نظمته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان – فرع زاكورة، للتنديد بما وصفته بالظروف المأساوية التي أودت بحياة سيدة تبلغ من العمر 29 سنة، إلى جانب فقدان جنينها، بعد معاناة استمرت نحو ست ساعات داخل المؤسسة الصحية.
وحسب محتجين، فإن الضحية كانت قد توجهت إلى المستشفى قصد الولادة، إلا أن غياب طبيبة الإنعاش وعدم توفر قسم مخصص للتعامل مع الحالات الحرجة حال دون تقديم الإسعافات الضرورية. وتسبّب هذا النقص في تدبير حالة النزيف الحاد الذي تعرضت له المرأة، مما أدى إلى وفاتها وفقدان جنينها قبل تلقي أي تدخل طبي فعال.
في هذا السياق، اعتبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن هذه الحادثة تجسد الوضع الكارثي الذي يعيشه القطاع الصحي بإقليم زاكورة، مطالبة الجهات الوصية بفتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات، وتوفير التجهيزات الأساسية والموارد البشرية الكافية لضمان الحق في العلاج لجميع المواطنين.
وتأتي هذه المأساة لتعيد إلى الواجهة المطالب المتكررة لساكنة الإقليم بتحسين البنية التحتية الصحية، في ظل الخصاص الواضح في الأطر الطبية، وبخاصة في أقسام الإنعاش والتوليد، حيث يبقى العديد من المرضى في مواجهة مباشرة مع المخاطر دون أي حماية طبية فعالة.
وقد أكد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي تكرار مثل هذه الحالات، مؤكدين أن حياة المواطنين يجب أن تكون أولوية قصوى، لا أن تترك رهينة لغياب التجهيزات ونقص الكفاءات.