سجلت الولايات المتحدة الأمريكية في شهر يناير الماضي رقما قياسيا في صادرات الأمونيا، حيث بلغت الكميات المصدرة 158,626 طن متري، وهو أعلى مستوى تحققه البلاد في تاريخها، وفقا للبيانات الأخيرة الصادرة عن القطاع. وبرز المغرب كأكبر مستورد لهذا المنتج الحيوي، إذ استقبل ما يقارب 105,589 طن، أي أكثر من ثلثي إجمالي الصادرات الأمريكية.
ورغم أن إجمالي الصادرات الأمريكية في عام 2024 بلغ 1.035 مليون طن،.. إلا أنه شهد انخفاضا طفيفا بنسبة 8.4% مقارنة بالعام الماضي، الذي سجل 1.131 مليون طن. ومع ذلك، فإن هذا التراجع الطفيف لا يغير من الاتجاه العام الذي يظهر زيادة ملحوظة في الإنتاج والصادرات على مدار العقد الماضي، مدعوما بتوسع الإنتاج المحلي والوصول إلى الغاز الطبيعي الرخيص، الذي يعتبر عنصرا أساسيا في صناعة الأمونيا.
تتوقع الولايات المتحدة أن يشهد عام 2025 استمرارا في النمو بفضل دخول منشأتين جديدتين في ولاية تكساس حيز الخدمة هذا العام، حيث ستضيف هاتان المنشأتان نحو 2.3 مليون طن من الأمونيا سنويا إلى العرض الوطني، مما يعزز مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
جدير بالذكر أن المغرب ثالث أكبر مستورد للأمونيا في العالم بعد الولايات المتحدة والهند،.. حيث يعتمد بشكل كبير على استيرادها كمادة خام أساسية في صناعة الأسمدة الفوسفاطية. ويذكر أن المغرب ليس من الدول المنتجة للغاز الطبيعي،.. مما يجعله يعتمد على استيراد الأمونيا لتلبية احتياجاته الصناعية.
في خطوة استراتيجية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد،.. يسعى المغرب عبر المكتب الشريف للفوسفاط للاستثمار في إنتاج الأمونيا الخضراء،.. والتي تعد منتجا صديقا للبيئة، يتم إنتاجه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية،.. مما يتماشى مع التزام المغرب بتطوير قطاع الطاقة المتجددة.