شهدت المحكمة الابتدائية بسلا حادثا استثنائيا مساء الأربعاء الماضي، بعدما أمر وكيل الملك باعتقال عقيد في جهاز الوقاية المدنية، عقب توجيهه عبارات اعتبرت “مهينة” لقاضية كانت تنظر في ملف طلاق يخصه.
وبحسب المعطيات المتطابقة، فقد اندلعت الواقعة أثناء استماع القاضية إلى أطراف النزاع في محاولة لفهم أسباب الخلاف الزوجي، وهو إجراء روتيني في مثل هذه الملفات. غير أن المسؤول العسكري فقد أعصابه ورد بنبرة غاضبة قائلا: “فاش العيالات بداو تيحكمو في القضاء ما بقا ما يتقال”، وهو تصريح أثار استياء الحاضرين واعتبر مسيئا لهيئة القضاء.
القاضية، التي اعتبرت الرد إهانة لهيئة منظمة وفق القانون، استدعت شرطة الجلسات فورا. وتم توقيف العقيد داخل القاعة واقتياده خارج المحكمة، قبل أن يحال لاحقا على أنظار النيابة العامة.
قضى المعني بالأمر ليلته الأولى رهن الحراسة النظرية، ليقدم صباح الخميس في حالة اعتقال أمام المحكمة، حيث تمت مواجهته بالتهم الموجهة إليه بحضور شهود، بينهم مسؤولون قضائيون ومتقاضون كانوا شهودا على الواقعة.
مصادر قضائية أوضحت أن سؤال القاضية جاء في إطار الإجراءات المعتادة للبحث عن إمكانيات الصلح بين الزوجين، لكن رد العقيد اعتبر تجاوزا يمس مكانة القضاء وهيبته، ما دفع وكيل الملك إلى اتخاذ قرار صارم بترتيب المتابعة القانونية.
كما تم إشعار المفتشية العامة للوقاية المدنية بالحادث، لمواكبة التحقيقات ومعرفة تبعات القضية التي أثارت اهتماما واسعا في الأوساط القضائية والإدارية.