أكد الملك محمد السادس، أن المغرب جعل من تطوير البنية التحتية في كافة قطاعات الاقتصاد الوطني أولوية خلال العقدين الأخيرين، مما جعله نموذجا في هذا المجال بفضل دينامية الاستثمار في البنية التحتية. وذلك في رسالة وجهها يوم الأربعاء إلى المشاركين في الدورة الرابعة لمنتدى الاستثمار في إفريقيا.
وأوضح الملك في رسالته أن المغرب يتوفر حاليا على شبكة طرق سريعة بطول 2000 كيلومتر،.. مكنت من ربط جميع المدن التي يزيد عدد سكانها عن 400 ألف نسمة،.. ومن المخطط زيادتها إلى 3000 كيلومتر في أفق 2030.
كما أشار جلالته إلى أن المغرب بنى أيضا شبكة سكك حديدية بطول 2110 كيلومتر،.. وشبكة مطارات تضم 16 مطارا، وشبكة موانئ بحرية تضم 16 ميناء.
ولفت الملك إلى أن هذه الاستثمارات في البنية التحتـية ساهمت في تعزيز تنافسية الاقتصاد المغربي وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وأشار جلالته إلى أن المغرب يدرك أن تأخر إفريقيا في تطوير البنية التحتية يشكل تحديا كبيرا أمام تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة.
وقال الملك في هذا الصدد: “فجوة البنية التحـتية في البلدان الإفريقية تبدو ملفتة للنظر بشكل خاص عندما نقارن مؤشرات تنمية البنية التحتية في إفريقيا مع مؤشرات مناطق أخرى من العالم”.
وأضاف الملك أن “هذا التأخر يشكل تحديا لنا جميعا ويجب أن ندركه بسرعة بهدف تعزيز سلاسل القيمة الإقليمية القادرة على تسريع التحول الإنتاجي للبلدان الأفريقية”.
تطوير البنية التحتية الأفريقية
وشدد الملك على أهمية التعاون الدولي لسد فجوة البنية التحتية في إفريقيا،.. قائلا: “إنه لمن الضروري تعزيز التعاون الدولي من أجل تمويل مشاريع البنية التحتـية في إفريقيا”.
وخلص الملك إلى القول: “إن تطوير البنية التحتية في إفريقيا هو شرط أساسي لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.
في هذا السياق، أكد الملك أن قطاع الطاقة يمثل إحدى الأمثلة البارزة على التأخر الذي تعانيه إفريقيا في تطوير البنية التحـتية. أشار إلى أن معدلات الوصول إلى الكهرباء لا تزال منخفضة بشكل كبير مقارنة بمناطق أخرى في العالم النامي، على الرغم من توفر إمكانيات هائلة في القارة، سواء من حيث الوقود الأحفوري أو الطاقات المتجددة.
وشدد الملك على ضرورة فهم حجم تحديات البنية التحتية واتخاذ إجراءات حازمة لتلافيها،.. حيث أوضح أن جودة البنية التحتية لا تؤثر فقط على النمو الاقتصادي،.. بل تلعب أيضا دورا حيويا في تعزيز التنمية البشرية،.. من خلال تعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليم وتحفيز الإنتاجية لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأكد الملك أيضا على أهمية السياق الدولي الحالي وتأثيراته المحتملة على القارة الإفريقية،.. مشجعا الجميع على تكثيف الجهود لتعزيز القدرات الإنتاجية الوطنية. وشدد على أن تطوير سلاسل القيمة الإقليمية المتكاملة يمكن أن يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية،.. ويجعل الاقتصادات النامية أكثر مرونة في مواجهة التحديات الخارجية.
وأشاد الملك بجهود السلطات الإفريقية في إقامة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية،.. معتبرا أن هذا التحول يسهم في بناء سلاسل القيمة الإقليمية وتحقيق التكامل والازدهار. وأكد على أهمية تكامل البنية التحتـية في تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة في القارة.