الأكثر مشاهدة

التحول الرقمي في المغرب: بين الخطاب الرسمي والواقع.. الأستاذ الشرقاوي يكشف الفجوة

يواصل الوزراء التحدث بشكل مستمر حول ورش العمل المتعلقة بالتحول الرقمي، الذي يعتبر أحد أولويات الحكومة. تعتبر الحكومة أن رقمنة الإدارة تشكل وسيلة أساسية لتحقيق الفعالية والشفافية، وتعزيز الثقة بين الإدارة والمواطن.

يتحدث رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، والوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، بشكل متكرر حول عملية التحول الرقمي التي تجري في المملكة. يتعلق هذا التحول بمشروع تعميم الخدمات الرقمية وتبسيط الإجراءات الإدارية، بهدف تحسين تقديم الخدمات للمواطنين.

ومع ذلك، يظل الواقع الحالي يبتعد عن الخطابات الرسمية. في هذا السياق، لفت الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي في تدوينة على حسابه الشخصي على موقع “فيسبوك” الانتباه إلى الفجوة بين الخطاب الرسمي والتنفيذ الفعلي على أرض الواقع.

- Ad -

وقال الشرقاوي: “أنا الآن داخل المديرية الاقليمية للضرائب بتمارة الصخيرات،.. انتظر دوري الطويل في قضاء مسطرة إدارية كان يمكن أن أقضيها عن بعد، لن أحدثكم عن خدعة تبسيط المساطر وادارة القرب”.

يضيف الأستاذ الشرقاوي: “لكن ما أثار انتباهي هو مواطن مسن من الجالية المغربية جاء ليطلب لقاء مسؤول بالإدارة، فقالت له مكلفة بالإرشادات، المسؤول لا يمكنه استقبالك صباحا وعليك القدوم مساء أو غدا مساء. فرد عليها، قائلا: انا مواطن من الجالية وقد أخبرتمونا في الإعلام أنه هناك شباك خاص بأبناء الجالية فردت عليه السيدة بكل احترام لقد حذفوا الخدمة وهي خاصة بالصيف”.

وختم كلامه بالقول: “المهم ننتج الكثير من الخطاب الوردي حول الإدارة لكن الواقع أسود ولو في الادارات ولو كانت الادارات الزجاجية لوزارة المالية”.

التحول الرقمي بين الخطاب والممارسة

تكشف تدوينة الأستاذ الشرقاوي عن فجوة كبيرة بين الخطاب الرسمي حول التحول الرقمي والواقع الفعلي الذي يعيشه المواطنون. ففي حين تتحدث الحكومة عن تعميم الخدمات الرقمية وتبسيط الإجراءات الإدارية،.. فإن الواقع يؤكد أن العديد من الخدمات لا تزال تقدم بشكل تقليدي، مما يتسبب في معاناة المواطنين.

تتطلب عملية التحول الرقمي إصلاحا عميقا للإدارة المغربية. فبالإضافة إلى تطوير البنية التحتية الرقمية،.. يجب أيضا تغيير العقلية البيروقراطية التي لا تزال سائدة في العديد من الإدارات.

لا شك أن التحول الرقمي هو اتجاه عالمي لا مفر منه. ومع ذلك، فإن نجاح هذا التحول يتطلب إرادة سياسية قوية والتزاما من مختلف الجهات المعنية.

وإذا كانت الحكومة جادة في تحقيق أهدافها المتعلقة بالتحول الرقمي،.. فإنها مطالبة باتخاذ إجراءات ملموسة لتقليص الفجوة بين الخطاب والواقع،.. وضمان تقديم خدمات إدارية أفضل للمواطنين.

مقالات ذات صلة