استعاد الإقبال المكثف على اللحوم الحمراء في الذبيحة السرية قضية “الذبيحة السرية” وجعلها محور الاهتمام، حيث ازدادت الأسعار، بشكل ملحوظ خلال هذا الشهر الفضيل مما دفع المستهلكين المغاربة إلى اللجوء إلى بعض الأسواق الأسبوعية حيث تتوفر اللحوم غير المخضعة للرقابة البيطرية بأسعار أقل من وسط المدينة.
أنفانيوز ـ بقلم بشرى الخطابي
معركة ضد الذبائح السرية
هشام الجوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم بالجملة في الدار البيضاء، أشار إلى أن “الذبائح السرية، نظرا لكثرتها،.. لم تعد تبقى سريةً بل أصبحت موضوعا يشغل بال القطاع منذ سنوات عدة،.. إلا أنها بدأت تتناقص بشكل فعلي في السنوات الأخيرة”. وأوضح أن “السلطات مطلعة على هذا النوع من الذبائح من خلال الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية،.. التي تتبع العديد من الخبايا، وخاصة فئة أعوان السلطة”.
وجه الجوابري، نداء لـ “تفعيل الصرامة والجدية المطلوبتين، وحبس المخالفين،.. للقضاء على هذه المعضلة وتنظيف مختلف مناطق المغرب منها،.. حيث تشكل تهديدا لصحة المستهلكين المغاربة بسبب غياب المعلومات الموضوعية حول مصدر اللحوم”. وأشاد بـ “جهود وزارة الداخلية في حث عمالها على محاربة الذبح السري الذي لا يلتزم بالقانون”.
وأوضح المتحدث نفسه أنه تم عقد “اجتماع مع وزارة الداخلية بحضور والي الدار البيضاء،.. محمد امهيدية، الذي أصدر تعليمات لبقية عمال العاصمة الاقتصادية بالتصدي لأي عمليات ذبح سري خلال شهر رمضان وفي غيره من الأوقات”. وأكد أن “حجز وإتلاف هذه اللحوم،.. بالإضافة إلى اللحوم المهربة من الأسواق المجاورة لكازا،.. سيساهم في خلق منافسة حقيقية بين المهنيين وسيضمن توفير منتجات ذات جودة أفضل للسوق المحلية”.
الربح على حساب الصحة
وفي السياق نفسه، أشار ممثل من الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز إلى أن “الظاهرة المعروفة بالذبيحة السرية كانت موجودة دائما،.. ولكن التكثيف في المراقبة هو ما زاد من التحدث عنها،.. مما أدى إلى انتشارها بشكل يبدو أكبر من الواقع”. وأوضح أن “منتجات مثل النقانق والكفتة نادرا ما يتم معرفة محتوياتها الحقيقية بسبب التلاعب فيها،.. مما قد يكون مضرا، ولذلك يفضل المهنيون شراء اللحوم من المصادر المعتمدة والمجازر الموثوقة”.
إقرأ أيضا :جرائم مالية منظمة: تزوير شهادات العمل والأجور لـ 84 عسكريا للاستيلاء على 300 مليون
وأكد نفس المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته،.. على “الضرر الذي يلحق بقطاع اللحوم الحمراء بسبب هذا النوع من الذبيحة”،.. مؤكدا أن “ترويج اللحوم من الذبائح السرية يعد جريمة تعاقب عليها القوانين بالسجن، ولذلك يجب على السلطات والأجهزة تكثيف جهودها لمكافحتها،.. خاصة في شهر رمضان حيث يزداد الطلب على اللحوم، لأن هذا يشكل تهديدا للصحة العامة بأمراض منتقلة من الحيوانات إلى الإنسان”.
وجه المهني نفسه نصيحة إلى جميع المواطنين المغاربة بضرورة “تجنب شراء اللحوم التي لا تحمل ختما معتمدا من قبل الجهات الطبية البيطرية،.. والإبلاغ عن أي متاجر يشتبه في بيعها،.. لتمكين السلطات من تطبيق القانون”. كما عبر عن استياءه من “استمرار الطمع الذي يعتبر لا يلقي بالا على صحة الناس،.. حيث يفضل الربح المالي على الاهتمام بالصحة العامة، حيث تعد الكميات المعدة للبيع خارج الضوابط الصحية والقانونية”.