تداولت عدة وسائل إعلام، أبرزها جريدة “الإسبانيول” الإسبانية، مؤخرا خبرا حول صفقة محتملة لشراء المغرب سربا من طائرات F35 الأمريكية المتطورة، وذلك ضمن خطة لتحديث الجيش المغربي وتعزيز قدراته العسكرية. ورغم أن الخبر أثار اهتماما واسعا، إلا أن هناك العديد من التساؤلات التي تثيرها هذه الأخبار، والتي قد لا تعكس الصورة الحقيقية للواقع.
تبلغ قيمة الصفقة المزعومة ما يقارب 17 مليار دولار، تشمل شراء 32 مقاتلة F35، وهي واحدة من أحدث وأقوى الطائرات الحربية في العالم. ويقال إن المغرب قد تقدم بطلب لهذه الطائرات في عام 2020، وأنه يترقب تسلم دفعة أولى من الطائرات بداية العام الجاري. وحسب خبراء فإن هذا الأمر غير صحيح لأن الصفقات العسكرية التي تبرمها الدول مع الولايات المتحدة الأمريكية تكون معلنة ومحددة التفاصيل سواء ضمن برامج “FMS” أو “DSCA”
لكن في الوقت الذي يبدو أن هذه الصفقة مثيرة للإعجاب، ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار بعض النقاط المهمة. أولا، أن جريدة “الإسبانيول” الإسبانية ليست دائما مصدرا موثوقا، حيث أنها تتسم في بعض الأحيان بالتهويل، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمغرب. وهذه المسألة تثير شكوكا حول مصداقية الأخبار الواردة منها.
من ناحية أخرى، فإن الحديث عن شراء 32 طائرة F35 يثير تساؤلات اقتصادية، إذ من غير المحتمل أن يصرف المغرب هذا المبلغ الكبير على السلاح في الوقت الذي يواجه فيه العديد من الأولويات الأخرى، مثل التنمية الاقتصادية والبنية التحتية. فحتى مع التزام المغرب بتحديث جيشه، لا يبدو أن الدولة قادرة على تحمل تكلفة صفقة بهذا الحجم، وهو ما يدفع المراقبين للشك في إمكانية إتمام صفقة بهذا الحجم.
ويتوقع في الأوساط العسكرية أن المغرب قد يكون مهتما بالفعل بالحصول على طائرات F35 في المستقبل، لكن العدد المتوقع يتراوح بين 12 و 18 طائرة، وربما يصل في أفضل الأحوال إلى 24 طائرة. هذا الرقم يتناسب أكثر مع الوضع الاقتصادي للمغرب، ويعد أكثر منطقية في ظل التحديات المالية التي تواجهها البلاد.