الأكثر مشاهدة

الدار البيضاء تتجه نحو ثورة في مواقف السيارات: هل سنودع الفوضى؟

أثارت شائعات حول تحويل إدارة المواقف المدفوعة بالدار البيضاء إلى شركة خاصة موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الواقع مختلف. السلطات المحلية تؤكد أن القرار لم يتخذ بعد، فيما تستمر الدراسة لتحديد أفضل نموذج لإدارة هذا القطاع الحيوي في قلب العاصمة الاقتصادية.

في تصريح لـ “ميديا24”، شدد حسين نصر الله، نائب رئيس مجلس مدينة الدار البيضاء، على أن التفكير في هذا التحول يهدف إلى تحسين تنظيم المواقف وتسهيل الحركة في المدينة، وليس لزيادة الإيرادات. الفكرة الأساسية، كما يقول، تكمن في منح مهمة إدارة المواقف لشركة متخصصة تتفرغ بالكامل لهذا النشاط، بعيدا عن تشتيت المهام على شركات متعددة الخدمات.

حاليا، شركة “كازا بيئة” المسؤولة عن إدارة مواقف السيارات، تتعامل مع مجموعة واسعة من الخدمات الأخرى، من جمع النفايات إلى إدارة المساحات الخضراء، ما يجعل موضوع المواقف في نهاية الأولويات. مع ذلك، تشير المصادر إلى أن الدراسة الحالية ستحدد تخطيطا جديدا للمواقف المدفوعة يراعي الحركة الفعلية للمدينة.

- Ad -

لتصحيح الصورة، يوضح نصر الله أن الدار البيضاء تحتوي على حوالي 800 ألف موقف، إلا أن المواقف المدفوعة لا تتجاوز 8 آلاف فقط، مقارنة بخطة 2017 التي كانت تستهدف 45 ألف موقف. الهدف من إعادة النظر في هذا القطاع، وفق المسؤول، ليس جمع المال، بل تحسين تدفق السير وتنظيم المدينة بطريقة ذكية وعملية.

المشروع يشمل مواقف سطحية وسفلية، مثل موقف ساحة الرشيدي، موقف نادي الملكي، وموقف مثلث الفنادق خلف فندق Royal Mansour، مع خطط لتوسيعها في مناطق مثل عين دياب والمجمع الرياضي محمد الخامس. تكلفة هذه المواقف بلغت حوالي 1,5 مليار درهم، ما يعكس حجم الاستثمار الكبير من طرف المدينة لضمان راحة المواطنين والزوار.

نصر الله يؤكد: “حتى لو حققنا بعض الإيرادات، فهي ليست الهدف. الهدف الحقيقي هو تنظيم الحركة، وتقليل الفوضى، وإتاحة فرص ركوب أفضل في قلب المدينة”.

مع هذه الخطوات، يبدو أن الدار البيضاء على أعتاب ثورة تنظيمية في قطاع المواقف، تجمع بين التقنية، الإدارة الذكية، وخدمة المواطن، لتتحول المدينة تدريجيا من فوضى السيارات إلى نظام متكامل يسهل الحركة ويحفز على احترام القواعد.

مقالات ذات صلة