الأكثر مشاهدة

السيسي يراسل الملك وبوريطة يطمئن القاهرة حول سد النهضة والأخيرة تدعم وحدة المغرب

كخطوة محسوبة في سياق إقليمي ودولي مضطرب، استقبل المغرب، اليوم الأربعاء، وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي نقل رسالة خطية من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الملك محمد السادس، عبر فيها عن رغبة القاهرة في الدفع بالعلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة تتجاوز البرتوكول السياسي، وتلامس التحديات المصيرية المطروحة على البلدين.

اللقاء الذي جمع عبد العاطي بنظيره المغربي ناصر بوريطة لم يكن تقليديا؛ بل مثل محطة لإعادة ضبط الإيقاع بين الرباط والقاهرة، حيث جدد الطرفان مواقفهما المشتركة حول عدد من القضايا الساخنة، من بينها الملف الفلسطيني، وسد النهضة، والوضع في ليبيا.

في الشق السياسي، أكد الوزير المصري أن بلاده تلتزم بمبدأ احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، وترفض أي حلول عسكرية للنزاعات، في إشارة واضحة إلى ضرورة الدفع بخيارات الحوار والدبلوماسية في المنطقة.

- Ad -

كما أعرب عن إشادته بالدور الذي يلعبه المغرب في القضية الفلسطينية، مشيرا إلى جهود المملكة في دعم القدس عبر لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس، ومعتبرا أن المغرب يتحمل مسؤولية تاريخية في هذا الملف الحساس.

من جهته، أعاد ناصر بوريطة التأكيد على دعم المغرب للأمن المائي المصري في ملف سد النهضة، مشددا على ضرورة إيجاد حلول توافقية تضمن الحقوق التاريخية للدول المعنية، خاصة مصر، مع الحفاظ على منطق الحوار بدل التصعيد.

أما اقتصاديا، فقد دعت الرباط إلى تجاوز منطق “الرابح والخاسر”، واعتماد منطق “رابح-رابح” الذي يرتكز على التكامل الاقتصادي والاستفادة المتبادلة من الفرص المتاحة في قطاعات متعددة، خاصة في وقت أصبحت فيه الأزمات العالمية تملي على الدول تعاونا عمليا لا خطابيا.

وقد أشار الوزيران إلى أن هناك لجانا ثنائية سيتم تفعيلها قريبا، لتسريع وتيرة التعاون وتنسيق الجهود في عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك.

الزيارة، التي تأتي في ظل موجة من التوترات الإقليمية، بدت كمحاولة لإعادة ترميم العلاقات المغربية المصرية، وفتح آفاق جديدة لشراكة متوازنة في مجالات السياسة، الأمن، والاقتصاد، بعيدا عن الحسابات الظرفية أو الاستقطابات الإقليمية.

مقالات ذات صلة