وسط ظلمة البحر وهمسات الرياح، حاول رجل إسباني أن يشق طريقه نحو المياه الدولية على متن قارب صيد تقليدي صغير، لكن مفاجأة غير محسوبة قلبت خطته رأسا على عقب. فقد طوقته عناصر الدرك الملكي بشاطئ السواني، بشراكة مع البحرية الملكية، وأوقفته متلبسا بحيازة 40 كيلوغراما من مخدر الشيرا، كانت مخبأة بعناية داخل حقيبة سوداء.
لم يكن يعلم أن حلمه بصفقة مخدرات عابرة للحدود سيتحول إلى كابوس قضائي ثقيل،.. إذ لم تمض سوى أسابيع قليلة على اعتقاله، حتى أصدرت المحكمة الابتدائية بالحسيمة حكمها: 8 سنوات سجنا نافذا.
وجهت إليه النيابة العامة تهما ثقيلة: مسك ونقل والاتجار في المخدرات، ومحاولة تصديرها دون ترخيص،.. والمشاركة في اتفاق جماعي لأجل تنفيذ الجريمة.
التحقيقات أظهرت أن الخطة كانت دقيقة، إذ كان من المفترض أن يغادر من سواحل الحسيمة،.. ثم يسلم الشحنة في نقطة محددة بالمياه الدولية، في مشهد يعكس عملا منظما يحتمل ارتباطه بشبكة عابرة للحدود.
لكن الحظ لم يكن إلى جانبه، فالتنسيق الأمني بين الدرك والبحرية الملكية قطع الطريق على عمليته،.. وأنهى مغامرته الجنائية بحكم قضائي مشدد سيعيده سنوات طويلة إلى خلف القضبان.