الأكثر مشاهدة

اللغات الأجنبية تساعد الذاكرة

تعدد اللغات الأجنبية يدرب الدماغ ويزيد من أدائه. أظهرت دراسة جديدة أن أي شخص يتعلم عدة لغات يمكنه أيضا تحسين ذاكرته البصرية – بغض النظر عن عمره.

ربط الكلمات معا، وتكوين الجمل، والاهتمام بالقواعد: اللغة هي الأداء المعرفي العالي لعقلنا. وتصبح الأمور أكثر تعقيدا عندما نتعلم لغات أخرى بالإضافة إلى لغتنا الأم. وهذا أمر سهل بالنسبة لنا بشكل خاص في مرحلة الطفولة، حيث يكون الدماغ أكثر مرونة. ولكن حتى في مرحلة البلوغ، لا يؤدي تعدد اللغات إلى تحسين التواصل فحسب، بل يؤدي أيضا إلى زيادة أداء الدماغ.

- Ad -

وقد اكتشفت مجموعة بحثية في جامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة الأمريكية أن تعدد اللغات يمكن أن يؤدي أيضا إلى تحسين الذاكرة البصرية. الفكرة وراء ذلك: عندما نتحدث عدة لغات، فإننا نتحكم في انتباهنا بشكل أكثر تحديدا، وبالتالي يمكننا أن نتذكر ما نراه بشكل أفضل.

لعبة صور تختبر الذاكرة

في دراستهم، قام الباحثون بفحص ذاكرة ما مجموعه 126 شخصا خاضعا للاختبار. ثلثهم يتحدثون الإنجليزية فقط. كما تحدث المشاركون الباقون باللغة الإسبانية بمستويات مختلفة. أثناء التجربة، سمع المشاركون في الاختبار لأول مرة كلمة إنجليزية. ثم عرضت عليهم أربع صور كان عليهم أن يختاروا منها الشيء الذي سمعوه للتو.

والشيء المميز في الأمر: أن ما ظهر في الصور المتبقية بدا مشابها للكلمة التي سمعتها من قبل باللغة الإنجليزية أو الإسبانية. على سبيل المثال، إذا سمع المشاركون في الاختبار كلمة “candle” (تعني شمعة باللغة الإنجليزية)، فإن الصور الأخرى أظهرت كلمة “candy” (تعني الإنجليزية للحلويات) أو “candado” (وتعني كلمة إسبانية تعني قفل).

إقرأ أيضا:إسطرلاب كان في الأندلس والمغرب يكشف التعاون العلمي بين المسلمين واليهود

وكان لهذه التشابهات تأثير على الذاكرة: في الجزء الثاني من التجربة، تم عرض الصور على الأشخاص الخاضعين للاختبار مرة أخرى. ثم طلب منهم تحديد أي منهم رأوه بالفعل في الجولة الأولى. على سبيل المثال، يتذكر المتحدثون باللغة الإنجليزية الحلوى، ولكن عادة لا يتذكرون القفل. ومع ذلك، فإن أولئك الذين يتحدثون الإسبانية أيضًا يمكنهم في معظم الحالات أن يتذكروا القفل أيضا.

معالجة اللغة في الدماغ

تعود حقيقة قدرة المشاركين على تذكر كلمات معينة إلى الطريقة التي نعالج بها اللغة. عندما نسمع كلمة ما، ينتقل دماغنا من حرف إلى حرف وينشط جميع الكلمات المتشابهة المخزنة في الدماغ – بغض النظر عن اللغة. على سبيل المثال، إذا سمعت كلمة “candle” وتتحدث باللغتين الإنجليزية والإسبانية، فسوف تسمع أيضا “candado” بالإضافة إلى “candy”.

تظهر نتائج الدراسة ما يلي: يمكن أن يكون لتعدد اللغات تأثير على كيفية إدراكنا للبيئة المحيطة بنا. في الخطوة الأولى، يؤثر ذلك على ما نركز عليه اهتمامنا. إذا كانت كلمة “candle” وكذلك “candy” و”candado” تبدو مألوفة لشخص ما، فسيتم تنشيط الكلمات المقابلة. وهذا بدوره شرط أساسي لتذكرها – ويحسن الذاكرة البصرية.

تعدد اللغات الأجنبية يدرب الدماغ

وتظهر الأبحاث السابقة أيضا أن تحسين الذاكرة يمكن أن ينشأ أيضا من تعدد اللغات الأجنبية لأن الدماغ يتعرض لتدريب دائم. إنه مشغول باستمرار باختيار الكلمات الصحيحة وقمع المعرفة اللغوية غير الضرورية. وفي الحياة اليومية، ينعكس هذا في تحسين القدرة على التبديل ذهابا وإيابا بين المهام – ولكنه يؤدي أيضا إلى تحسين القدرة على التركيز والاستيعاب.

وأظهرت دراسة من كندا أن الأطفال متعددي اللغات يؤدون أداء أفضل في اختبارات الذكاء مقارنة بالأطفال الذين نشأوا أحاديي اللغة. لكن تعدد اللغات له أيضا العديد من المزايا في سن الشيخوخة ويمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف – بغض النظر عن العمر الذي تتعلم فيه اللغة.

مقالات ذات صلة