أظهرت دراسة حديثة أن فعالية العديد من المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج الأطفال تقل عن 50%. يواجه الرضع الذين يعانون من التهابات الأذن أو الإنتانات أو التهاب السحايا الناجمة عن عدوى بكتيرية مشكلة جديدة، تتعلق بمقاومة المضادات.
تعود هذه القضية إلى ظاهرة مقاومة البكتيريا، حيث تفقد البكتيريا استجابتها لعلاج المضادات الحـيوية. وعلى مستوى العالم، تزداد مشكلة مقاومة المضادات الحـيوية تدريجيا على مدى الخمسة عشر عاما الماضية، ولم يتم تطوير علاجات جديدة وفعالة بعد.
تعد مقاومة المضـادات الحيوية خطيرة بشكل خاص على الأطفال، حيث لا تزال أجهزتهم المناعية قيد التطوير، مما يقلل من قدرتهم على مقاومة العدوى.
أثناء استخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات، يعتبر الالتزام بالجرعات الصحيحة أمرا مهما، ولكنه يصبح تحديا عندما يتعلق الأمر بالأطفال الصغار الذين يتناولون المضادات الحيوية على شكل سائل. ويظل من الأسهل إقناع الطفل بتناول سائل سكري بدلا من حبوب الدواء الصلبة.
المضادات الحيوية: العلاج الرئيسي
تظل المضادات الحـيوية الخيار الرئيسي للتعامل مع حالات العدوى البكتيرية الشديدة، حيث تعمل بسرعة وتحقق فعالية تصل إلى 48 ساعة، مما يمنع نمو البكتيريا أو يقضي عليها. ومع ذلك، يتسبب انتشار مقاومة المضادات الحـيوية في تقليل فعالية هذه العلاجات.
للأسف، لم يتم حتى الآن تطوير عقاقير جديدة وفعالة للتغلب على مشكلة المقاومة. لذا يظل البحث المستمر والتوعية بأهمية استخدام المضادات الحيوية بحذر أمورا ضرورية لضمان الحفاظ على فعاليتها في مكافحة العدوى.
هل هناك بدائل لاستخدام المضادات الحيوية؟
رغم أن معظم الخبراء يتفقون على أنه لا توجد بدائل موثوقة حاليا للمضادات الحـيوية، يمكن في بعض الحالات استخدام علاجات بديلة. يتمثل ذلك في اللجوء إلى العلاجات الطبيعية والمنزلية لعدة أنواع من العدوى.
قد تكون بعض العلاجات النباتية المضادة للميكروبات فعالة في بعض الحالات،.. وكذلك الحلول الملحية التي قد تخفف التهابات الجهاز التنفسي. على سبيل المثال، يعتبر وضع البصلة في الجورب عند النوم علاجا شعبيا لالتهابات الأذن.
ومع ذلك، لا يزال استخدام المضادات الحيوية هو الحل الأفضل والأكثر موثوقية في كثير من الحالات،.. خاصة في حالات الإنتان أو تسمم الدم. في حالات مثل هذه، يجب البدء في العلاج فورا، حيث قد يتسبب تأخير العلاج في مشاكل صحية حادة.