شهد قطاع السيارات بالمغرب خلال شهر ماي 2025 انتعاشا لافتا، أعاد الأمل إلى المهنيين وأعاد رسم ملامح المنافسة داخل السوق. فقد تجاوز عدد السيارات الجديدة التي تم بيعها خلال هذا الشهر وحده 22 ألف وحدة، ما يعكس عودة قوية للطلب وثقة متجددة لدى المستهلكين.
وفق الأرقام التي أعلنت عنها جمعية مستوردي السيارات بالمغرب، فقد تم تسجيل بيع 22.407 وحدة جديدة خلال ماي، مقابل 15.970 في نفس الشهر من السنة الماضية، وهو ما يمثل قفزة بنسبة 40.31%. هذه الزيادة شملت كافة الفئات، سواء السيارات الخاصة أو المركبات النفعية الخفيفة.
السيارات الخاصة استحوذت على النصيب الأكبر، إذ بلغ عدد الوحدات المباعة 19.999 وحدة، مقابل 14.546 في ماي 2024، بنسبة ارتفاع بلغت 37.49%. أما المركبات النفعية، فحققت أداء أقوى بنسبة نمو بلغت 69.10%، بعدما ارتفعت مبيعاتها من 1.424 إلى 2.408 وحدة.
على امتداد الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية، بلغ مجموع السيارات المباعة 88.728 وحدة، بزيادة 36.68% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. المبيعات شملت 78.000 سيارة خاصة، و10.728 مركبة نفعية خفيفة، مع نسب نمو بلغت تباعا 34.04% و59.52%.
داسيا احتفظت بصدارتها في السوق، بحصة بلغت 22.90%، بعد بيعها 4.579 سيارة خلال ماي، تليها رونو بـ3.706 وحدة، ثم بيجو بـ1.832، وهي التي سجلت ارتفاعا مثيرا بنسبة 85.80%.
لكن العلامات الآسيوية دخلت السباق بقوة، حيث جاءت هيونداي في المركز الرابع بـ1.580 وحدة، وتلتها فولكسفاغن بـ1.214. أما على مستوى السيارات الفاخرة، فقد حافظت أودي على الريادة بـ489 سيارة، متقدمة على بي إم دبليو ومرسيدس.
BYD وChangan.. طوفان آسيوي صاعد
التحول الأكبر شهده حضور العلامات الصينية والآسيوية. BYD حققت قفزة خرافية بـ713.64% مقارنة بماي 2024، بعدما ارتفعت مبيعاتها من 22 إلى 179 سيارة. Changan بدورها دخلت السباق بـ228 وحدة، فيما تضاعفت مبيعات Geely بأكثر من ثلاث مرات.
حتى في فئة المركبات النفعية، بدأت أسماء جديدة تبرز. Dongfeng سجلت 118 عملية بيع بعدما كانت صفرية في السنة الماضية، بنسبة نمو 11.700%. Tata الهندية تبعتها بـ109 مبيعات ونسبة نمو 10.800%. أما Great Wall فقد قفزت بنسبة 2.500%. ورغم ذلك، ما تزال فيات ورونو وتويوتا تتصدر.
كل المؤشرات تدل على أن سوق السيارات المغربية تعيش مرحلة تجدد ونمو، مدفوعة بعوامل متعددة أهمها التنوع في العرض، والمنافسة الشرسة من العلامات الآسيوية، وتزايد الطلب على الطرازات الجديدة. ويبقى السؤال: هل ستواصل الأسماء التقليدية سيطرتها أم أن التحولات الجارية ستعيد توزيع أوراق اللعبة؟