برز اسم المغرب مجددا في ساحة العلاقات الدولية خارج نطاقه الإقليمي المعتاد، لكن هذه المرة من بوابة منطقة القوقاز، حيث كشف سفير المملكة في العاصمة الأذربيجانية باكو، عادل أمبارش، عن اهتمام مغربي متزايد بالمشاركة في جهود إعادة إعمار المناطق التي استعادت أذربيجان سيادتها عليها، خاصة إقليم “أغدام” والمناطق المحاذية له.
في تصريح نقلته وكالة “Report” الأذرية، أوضح السفير المغربي أن الزيارة الحالية ليست الأولى له إلى منطقة ناغورني كاراباخ، معربا عن إعجابه بسرعة وتيرة إعادة الإعمار قائلا: “من المحفز دائما أن تعود إلى هذه المناطق وتلاحظ تطور البنيات التحتية في كل مرة”. كما أشار إلى إمكانية دخول شركات مغربية إلى هذه المشاريع مستقبلا، في خطوة تحمل أبعادا اقتصادية واستراتيجية في آن واحد.
وتأتي هذه الخطوة بالتوازي مع نمو ملحوظ في العلاقات الاقتصادية بين الرباط وباكو. فحسب بيانات لجنة الجمارك الوطنية بأذربيجان، ارتفعت المبادلات التجارية بين البلدين بـ56% خلال أول شهرين من سنة 2025، مقارنة بنفس الفترة من 2024.
وكانت اللجنة المشتركة الثانية، المنعقدة في نونبر 2023، قد أسفرت عن توقيع خمسة اتفاقيات ومذكرات تفاهم، شملت مجالات حيوية كالنقل واللوجستيك، الطاقة، الصحة، تشريعات العمل، والبحث العلمي في المجال الطبي.
من بين التطورات اللافتة أيضا توقيع اتفاقية ثنائية بين المغرب وأذربيجان بشأن الإعفاء من التأشيرات القصيرة الأجل، وهو ما من شأنه تسهيل التنقل المهني والثقافي بين البلدين، وتشجيع المقاولات المغربية على الانفتاح على سوق القوقاز.
في السياق نفسه، يعكس التعاون العسكري بعدا إضافيا للعلاقات الثنائية، إذ جرى توقيع اتفاق رسمي بين وزارتي الدفاع في الرباط وباكو خلال المعرض الجوي الدولي بمراكش في نونبر 2024، لتكون خطوة غير مسبوقة نحو بناء شراكة استراتيجية في مجال الدفاع.