تواجه اليابان حاليا تحديا مع تفشي عدوى نادرة وخطيرة تسببها المكورات العقدية، مما يثير استفهامات الخبراء ويدفعهم للبحث عن أسبابها.
شهدت الحالات المرتبطة بالمكورات العقدية ارتفاعا ملحوظا منذ العام الماضي، حيث ارتفع معدل الوفيات إلى 30 في المائة، مما يعرض الفئات العمرية المسنة لخطر خاص. على الرغم من أن المكورات العقدية عادة ما تسبب حالات خفيفة مثل الذبحة الصدرية والتهابات الجلد، إلا أنها الآن مرتبطة بحالات شديدة من متلازمة الصدمة السامة في جميع أنحاء البلاد.
تناولت صحيفة الغارديان هذا التحدي الصحي الملح لليابان، مؤكدة الزيادة الملحوظة في حالات متلازمة الصدمة السامة. وفي عام 2023، سجلت اليابان 941 حالة إصابة بالمتلازمة،.. وخلال الشهرين الأولين من عام 2024، بلغ عدد الحالات 376 حالة. انتشرت العدوى في جميع أنحاء اليابان، حيث وصلت إلى جميع الولايات الـ 47 تقريبا، وما زالت الأسباب وراء هذا الارتفاع المفاجئ غير معروفة.
أقر المعهد الياباني للأمراض المعدية بالتعقيد الكبير وراء هذه الظاهرة، معترفا بوجود عوامل غير معروفة تفسر الأشكال الحادة والمفاجئة للعدوى، وقال: “لا يزال هناك العديد من العوامل الغير مفهومة التي تحتاج إلى فهم، ولم نصل بعد إلى مرحلة يمكننا فيها تفسير السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة.”
المكورات العقدية وفيروس كورونا
تنتقل عدوى المكورات العقديـة بشكل أساسي عبر القطيرات الهوائية أو من خلال ملامسة الجروح،.. وتربط بعض التحليلات بين زيادة حالات الإصابة وآثار جائحة فيروس كورونا.
يشير البروفيسور كين كيكوتشي من جامعة طوكيو الطبية النسائية إلى أن الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد-19 قد تتأثر مناعتهم بطريقة قد تزيد من عرضتهم للإصابة ببعض الميكروبات،.. مما يؤكد على أهمية فهم دورة العدوى بالمكورات العقدية الخطيرة الغازية للحد من انتشارها.
تستجيب وزارة الصحة اليابانية لهذا التفشي بدعوة الجمهور إلى اتباع الممارسات النظافة الأساسية المعروفة منذ جائحة كورونا،.. مثل غسل اليدين وتجنب السعال المفتوح.
وأكد وزير الصحة كيزو تاكيمي على أهمية هذه الإجراءات الوقائية في مكافحة انتشار الالتهابات البكتيرية الناجمة عن المكورات العقدية.
بينما تواجه اليابان هذا التحدي الصحي، يتابع المجتمع الطبي العالمي الوضع عن كثب،.. على أمل تحقيق تقدم في فهم هذا التفشي البكتيري الخطير والسيطرة عليه.