احتظنت العاصمة المغربية الرباط، خلال الفترة الممتدة من 28 أبريل إلى 2 ماي 2025، أشغال ورشة العمل الأولى ضمن سلسلة “المسعى الإقليمي 2025″، التي تنظمها منظمة حلف شمال الأطلسي بشراكة مع القوات المسلحة الملكية المغربية، وذلك في إطار التنسيق الأمني مع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط.
وتعد هذه الورشة، التي احتضنتها الرباط بتعاون مباشر مع القيادة المشتركة للحلف الأطلسي في نابولي، أول حلقة من سلسلة من اللقاءات الإقليمية التي تهدف إلى تعزيز مقاربات الوقاية من الأزمات وتدبير النزاعات، مع توحيد الجهود لتحقيق استقرار إقليمي دائم.
حفل الافتتاح ترأسه الجنرال المغربي عزيز الإدريسي اليازاني، رئيس المكتب الثاني بالقوات المسلحة الملكية، إلى جانب الأميرال الألماني تورستن ماركس، نائب رئيس أركان القيادة المشتركة لحلف الناتو. كما حضر الحفل ملحقون عسكريون يمثلون دولا شريكة للحلف، من بينها فرنسا، إيطاليا، الولايات المتحدة، تركيا، البرتغال، تونس، المملكة المتحدة واليونان.
خلال الورشة، جرى تنظيم عدد من الجلسات التفاعلية جمعت ضباطا وخبراء من الناتو ودولا شريكة،.. بالإضافة إلى باحثين جامعيين مختصين في قضايا الأمن الإقليمي،.. حيث ناقشوا سبل مواجهة التحديات الأمنية الجديدة في منطقة جنوب المتوسط،.. من خلال مقاربة تشاركية متعددة الأبعاد.
واعتبرت القيادة الأطلسية أن اختيار المغرب لاحتضان هذه المحطة له دلالة استراتيجية،.. باعتبار المملكة أحد الشركاء الأساسيين للحلف في المنطقة، لما تتمتع به من موقع جغرافي مهم،.. واستقرار سياسي، وتجربة متقدمة في مكافحة الإرهاب والتطرف.
وقد أكد المسؤولون من الجانبين أن التعاون العسكري بين المغرب والناتو لا يقتصر فقط على التمارين الميدانية،.. بل يمتد إلى بناء رؤى أمنية مشتركة، وتطوير أدوات الردع في مواجهة التهديدات المعاصرة.
ويأتي هذا التمرين الفكري في سياق جيوسياسي متغير،.. يعول فيه الحلف الأطلسي على شركائه الجنوبيين من أجل بناء توازن أمني متين،.. يجعل من منطقة المتوسط فضاء آمنا للتنقل، والاستثمار، والتكامل الإقليمي.