الأكثر مشاهدة

بداية النهاية للشواطىء الخاصة لدار بوعزة؟.. الجرافات تسبق الصيف

تحولت بداية صيف هذه السنة إلى كابوس حقيقي لأصحاب ومستخدمي الشواطئ الخاصة في دار بوعزة، بعد أن باغتتهم السلطات المحلية صباح الخميس بقرار عاجل يقضي بهدم وإخلاء عدد من الفضاءات البحرية التي اعتاد عليها البيضاويون كمتنفس سنوي.

القرار جاء دون سابق إنذار، وبمهلة لم تتجاوز ثلاثة أيام فقط، بعكس ما حدث خلال السنة الماضية حين تم التريث إلى غاية نهاية موسم الاصطياف. هذه المرة، لم يكن هناك مجال للمساومة أو التأجيل، فالجرافات حلت مدعومة بعناصر الدرك الملكي، وباشرت التنفيذ وسط صدمة عارمة للمستغلين، المرتادين، والساكنة القديمة التي اعتبرت أن القرار جاء قاسيا وغير مبرر من حيث التوقيت.

العملية شملت فضاءات مشهورة من قبيل “بلايا ديل مار”، “ساني بيتش” و”سيرج”، وهي شواطئ ذات طابع ترفيهي وخدماتي، ظلت لسنوات وجهة مفضلة للعائلات البيضاوية الباحثة عن جو أكثر خصوصية وأقل ازدحاما من شواطئ عين الذياب.

- Ad -

استعدادات المونديال تطيح بالبحر والذكريات

لكن خلف القرار تكمن خلفيات تتجاوز ما هو سياحي أو تجاري. فوفق المعطيات المتوفرة،.. فإن هذه الإجراءات تندرج ضمن خطة إعادة تهيئة كورنيش دار بوعزة، تحضيرا لاستحقاقات مونديال 2030، الذي تستعد المملكة لاحتضانه بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال.

رغم وجاهة المبررات الرسمية التي تربط القرار بتأهيل البنية التحتية وتهيئة الفضاءات العمومية،.. فإن الكثير من سكان المنطقة وأرباب المشاريع المتضررة أعربوا عن غضبهم مما وصفوه بـ”الترحيل القسري” و”القطع غير العادل للرزق”، خاصة أن العشرات من المستخدمين فقدوا وظائفهم بشكل مفاجئ، دون أي ضمانات بديلة.

وفي غياب بلاغ رسمي يوضح تفاصيل العملية وخطة إعادة التهيئة المرتقبة،.. تبقى التساؤلات مطروحة بشأن مصير هذا الامتداد الساحلي المهم،.. وطبيعة المشاريع التي ستعوض هذه الفضاءات، ومدى احترامها لخصوصية المنطقة وذاكرتها المجتمعية.

إقرأ أيضا: حملة غير مسبوقة ببوسكورة.. الملك العام يعود من تحت أقدام النافذين

المثير في الأمر وفقا لمتضررين أن هذا النوع من القرارات، الذي يتم اتخاذه باسم المصلحة العامة،.. غالبا ما يدفع ثمنه المواطن البسيط، والعامل الموسمي، والمقاول المحلي،.. بينما تستفيد منه لاحقا شركات كبرى ومشاريع فندقية لا تخدم بالضرورة ساكنة المنطقة.

في انتظار اتضاح الصورة الكاملة، يبقى سكان دار بوعزة في حالة ترقب،.. يتأملون الماضي على ركام الشواطئ، ويتوجسون من مستقبل قد لا يشبه ما عرفوه طيلة سنوات من الألفة البحرية.

مقالات ذات صلة