دعا نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء، إلى جعل سنة 2025 محطة حاسمة في مسار تسوية ملف الصحراء المغربية. وأكد بركة، خلال لقاء تواصلي نظمه الفريق الاستقلالي بمدينة السمارة، أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية تظل الحل الوحيد الواقعي والقادر على إنهاء النزاع المفتعل، مشيرا إلى تزايد دعم قوى دولية وازنة لهذا المقترح.
اللقاء، الذي حمل شعار “الأقاليم الجنوبية للمملكة: دينامية تنموية متواصلة”، عرف مشاركة قيادات وازنة من الحزب، بينهم حمدي ولد الرشيد ومحمد ولد الرشيد، إضافة إلى برلمانيين ووزراء وأعضاء من اللجنة التنفيذية. بركة شدد على أن الظرفية الدولية الراهنة تفرض على المغرب تكثيف جهوده السياسية والدبلوماسية، مؤكدا في الآن ذاته أن المشاركة السياسية المرتفعة في الأقاليم الجنوبية تمثل رصيدا ديمقراطيا ثمينا يجب الحفاظ عليه لترسيخ الوحدة الترابية.
وفي بعد تنموي استراتيجي، أعلن بركة قرب افتتاح الطريق الحدودي الجديد الذي سيربط أمغالة بموريتانيا في غضون أسبوعين، مؤكدا أن هذا المشروع سيعزز الربط القاري للمغرب، وينشط المبادلات التجارية، ويفتح آفاقا أوسع للتعاون الإفريقي. كما كشف عن تخصيص اعتمادات مالية لسنة 2026 لإعادة تأهيل الطريق الرابط بين العيون والسمارة، في سياق مشاريع كبرى تشمل الطريق السريع تزنيت–الداخلة، وميناء الداخلة الأطلسي، ومبادرات الطاقات المتجددة والفوسفاط وبرامج القضاء على السكن غير اللائق.
واعتبر بركة أن قيادة حزب الاستقلال لأكثر من نصف الجماعات الترابية في الأقاليم الجنوبية تجسد ثقة المواطنين، لكنها أيضا تضع على الحزب مسؤولية مضاعفة لترجمة هذه الثقة إلى إنجازات ملموسة. وأشاد في كلمته بالعناية الملكية الخاصة التي تجسدت في بلورة نموذج تنموي متكامل شاركت فيه الساكنة المحلية وأسفر عن إنجازات مهمة في البنية التحتية وفك العزلة عن القرى والمدن.
تصريحات بركة تأتي في توقيت حساس، قبل أسابيع من الاجتماع المرتقب لمجلس الأمن الدولي حول تمديد ولاية بعثة “المينورسو” ودراسة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع في الأقاليم الجنوبية. ويظهر موقفه رغبة المغرب في استباق النقاش الأممي والتأكيد على أن الحكم الذاتي هو الإطار الواقعي الوحيد للحل، في وقت يواصل فيه المغرب الاستثمار بقوة في تنمية صحرائه وتعزيز روابطها مع عمقه الإفريقي.