شهدت سواحل جزيرة لانثاروتي في أرخبيل الكناري صباح الأربعاء حادثا بحريا استثنائيا، بعدما جنح مركب صيد من نوع “تونيير” مسروق من المغرب في المنطقة الصخرية “إل شاركو دي لا كونديسا” قرب بلدة أورزولا التابعة لبلدية هاريا. الحادث استدعى استنفارا كبيرا لفرق الإنقاذ وأثار مخاوف جدية من تلوث بحري.
السلطات المحلية أوضحت أن الإنذار أطلق فجرا بعد نداءات استغاثة أرسلها طاقم المركب البالغ طوله نحو 15 مترا. وعقب صعوبة الوصول إلى السفينة العالقة بين الصخور، جرى تسخير إمكانيات ضخمة، بينها فرق الإغاثة التابعة لـEMERLAN، وخفر السواحل الإسباني، ومروحية Helimer، وطائرة تابعة لفريق الطوارئ والأمن (GES).
خمسة بحارة مغاربة كانوا على متن المركب تم إنقاذهم بصعوبة، إذ اضطروا إلى الانتظار في منطقة وعرة تحت إضاءة ضعيفة قبل أن يوجهوا إلى بر الأمان. وأفادت منظمة EMERLAN بأن البحارة كانوا يعانون من انخفاض طفيف في حرارة الجسم، حيث نقلوا إلى سيارات إسعاف تابعة لخدمة الطوارئ في جزر الكناري لتلقي الرعاية.
المعلومات المتوافرة تشير إلى أن المركب كان قد سرق من المغرب قبل أربعة أيام، وغادر السواحل المغربية دون وجهة محددة. عدم خبرة الطاقم بالمياه المحيطة بالكناري جعلهم عاجزين عن تفادي الجنوح على الساحل الشمالي للجزيرة.
وبينما انتهت عملية الإنقاذ بسلام، انتقلت المخاوف إلى الجانب البيئي. فقد أعلن كونسورسيوم الأمن والطوارئ في لانثاروتي عن ظهور أولى بقع الزيت في المنطقة، ما دفع مركز التنسيق 112 في الكناري إلى تفعيل الخطة الخاصة بمواجهة حوادث التلوث البحري العرضي (PECMAR) لاحتواء أي تسرب محتمل للهيدروكربونات.
السلطات المحلية تواصل مراقبة الوضع بالتنسيق مع الأجهزة البحرية لتقييم حجم الأضرار المحتملة ومنع حدوث كارثة بيئية. وأشارت الصحافة المحلية إلى أن المركب اشتعلت فيه النيران بعد إجلاء البحارة الخمسة، ما يزيد من تعقيد عمليات احتواء التلوث.