في كلمة موجهة إلى أنصاره، ألقى زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي بنبطوش، نظرة شاملة على الوضع الراهن في النزاع حول الصحراء المغربية، من وجهة نظر الجماعة الانفصالية ودعمتها الجزائر.
وبالرغم من محاولات بنبطوش رفع معنويات أنصاره من خلال التحدث عن انتصارات جبهته الوهمية وانكسارات المغرب، إلا أن كلمته كشفت عن قلق وعجز يعتريه تجاه التطورات الأخيرة. عبر “دمية الجزائر” بشكل غير مباشر عن تخوفه من احتمال تقدم القوات المسلحة الملكية المغربية في المناطق العازلة، التي أصبحت مناطق محظورة بعد تمشيطها بواسطة الطائرات بدون طيار التابعة للقوات الجوية المغربية.
قال بنبطوش: “يواجه النظام التوسعي المغربي حاليا حالة هيستيرية نتيجة للإخفاقات المتتالية والضربات الموجعة التي تلقاها على جبهات متعددة، سواء على الصعيدين العسكري والدبلوماسي، أو الجوانب القانونية وغيرها. وكما هو معروف عن هذا النظام، قد يلجأ في أي لحظة إلى خطوات متهورة،.. مما يستدعي التأهب المستمر والحذر لمواجهة جميع الاحتمالات”.
ويظهر من خلال هذه الكلمة أن زعيم جبهة البوليساريو يتخوف من استعادة المغرب للمناطق العازلة،.. خاصة في ظل انهيار وقف إطلاق النار الموقع في عام 1991،.. وانسحاب الجماعة الانفصالية من الاتفاق من جانب واحد في نوفمبر 2020، وتنفيذها عدة عمليات إرهابية استهدفت المدنيين،.. بما في ذلك قصف السمارة في أكتوبر 2023 الذي أسفر عن وفاة مدني وإصابة 3 آخرين.
تأتي كلمة زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي بنبطوش، في سياق متسارع للأحداث،.. حيث كشفت مصادر خاصة داخل الحركة الانفصالية عن استعداد المغرب لنشر قواته في المناطق الشرقية للحزام الأمني. وقد بدأت علامات الاستعداد تظهر من خلال التحركات العسكرية والتمشيط بواسطة الطائرات بدون طيار في المنطقة،.. بالإضافة إلى إجراء مناورات عسكرية كبيرة في الصحراء المغربية على مدى عدة أيام.
بنبطوش يثير الرعب وسط أنصاره
هذا النشاط العسكري يثير تساؤلات زمرة الانفصاليين حول الأسباب والأهداف وراء هذه التحركات،.. وهل هي مجرد تدابير دفاعية أم تحضير لتحركات استراتيجية أو توسيع للسيطرة على المناطق العازلة.
في هذا السياق، تتحدث بعض المصادر من داخل جبهة البوليساريو عن اتفاق تم التوصل إليه بين المغرب وموريتانيا يتعلق بالأمور الأمنية في المناطق الحدودية، مما يشير إلى التنسيق والتعاون بين الدولتين الجارتين بخصوص تحرك عسكري محتمل.
كلمة زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي بنبطوش، أثارت موجة من القلق والهلع بين النشطاء الانفصاليين،.. حيث أبان بشكل غير مباشر عن عجزه أمام التحركات العسكرية المتزايدة للمغرب.