في خطوة تعكس متانة الشراكة الإستراتيجية بين الرباط وواشنطن، اختتمت يوم العشرين من شتنبر 2025 فعاليات النسخة السابعة من التمرين المشترك لتدبير الكوارث «ماروك مانتليت 2025»، التي احتضنتها مدينتا القنيطرة والدار البيضاء ما بين 7 و20 من الشهر نفسه. ويعد هذا التمرين محطة مفصلية لتعزيز الأمن الجماعي ورفع مستوى الجاهزية لمواجهة الأخطار الكبرى.
التمرين، المنجز بشكل مشترك بين عناصر الحرس الوطني لولاية يوتا الأمريكية ونظرائهم من القوات المسلحة الملكية المغربية، حمل هذا العام طابعا استثنائيا من حيث حجم المشاركة ونوعية السيناريوهات. إذ جرى تنفيذ محاكاة معقدة لزلزال بحري هائل يتسبب في موجات تسونامي مدمرة، ما أطلق سلسلة من التدخلات متعددة المستويات شملت البحث والإنقاذ في الوسط الحضري، ومكافحة الحرائق، والتدريب على التدخلات الطبية الطارئة، إضافة إلى مواجهة التهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (NRBC)، والإنقاذ في البيئة المائية.
ولم يقتصر الحدث على المغرب والولايات المتحدة، بل شارك فيه خبراء وطنيون ودوليون مختصون في تدبير الكوارث الطبيعية، إلى جانب ممثلين عن مختلف الأجهزة الوطنية. وحضر وفد أمريكي رفيع المستوى بقيادة اللواء فيولينباش شاون، نائب قائد الحرس الوطني لولاية يوتا، للاطلاع على مجريات التمرين بالقاعدة البحرية الأولى بالدار البيضاء. كما حضر ممثلون عن 17 دولة كمراقبين، ما أضفى على الحدث بعدا دوليا يعكس الاهتمام العالمي بتجربة المغرب في هذا المجال.
وتؤكد هذه النسخة السابعة من «ماروك مانتليت» التزام المملكة المغربية برفع قدراتها في مواجهة المخاطر الطبيعية وتعزيز التنسيق مع شركائها الدوليين. كما تعكس عمق العلاقات العسكرية بين القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية، وترسّخ مكانة المغرب كفاعل إقليمي مسؤول في مجال الأمن والاستجابة للكوارث.



