شهدت مدينة الدار البيضاء هذا الصيف نشاطا ثقافيا مكثفا تميّز بتنوع العروض الفنية واهتمام متزايد بالمحافظة على نظافة الشواطئ والأماكن العامة. منذ انطلاق الموسم، ارتسمت على أجواء العاصمة الاقتصادية لوحة غنية بالفعاليات التي اجتذبت مختلف شرائح الجمهور.
افتتحت التظاهرات الكبرى مع مهرجان Casablanca Music Week (CMW) في “لا كازابلايس”، بتنظيم من NRJ المغرب، حيث جمعت عروض موسيقية، عروض سينمائية، ومسابقات رياضية وثقافية، مئات الزوار الباحثين عن تجربة فنية متكاملة.
تلاه مهرجان Nostalgia Lovers، من 3 إلى 6 يوليوز 2025 بالـ Parc Vélodrome، الذي أعاد عشاق الموسيقى إلى أجواء الثمانينيات والتسعينيات، من خلال عروض مباشرة، سينوغرافيا مبتكرة وفعاليات ترفيهية مستوحاة من حقبة موسيقية غنية، ما أضفى على الفضاء جوا من الحنين والاحتفاء بالتراث الفني.
على صعيد آخر، واصل Jazzablanca دورته الثامنة عشرة بين 3 و12 يوليوز، مقدما أكثر من ثلاثين حفلة موسيقية بمواقع طبيعية ومفتوحة، منها Casa Anfa و Parc de la Ligue arabe، لتسليط الضوء على المشهد الموسيقي الوطني والدولي وإتاحة الفرصة للجمهور لتجربة موسيقية نابضة بالعاطفة.
ولمحبي التراث، أبدعت عروض Nostalgia, les émotions d’antan في استحضار تاريخ الدار البيضاء من خلال مزيج من السرد والفنون البصرية والتقنيات الحديثة، بينما أبرز مهرجان Aïta Marsaouia، في دورته الثانية بين 18 يوليوز و2 غشت، أصالة الأغنية الشعبية المغربية في ثلاث محطات: الجديدة، Médiouna والدار البيضاء، مع تنظيم حفلات، ندوات ومسابقات لتثمين الإرث الثقافي بين الأجيال الجديدة.
وما بين 21 و23 غشت، أضاء مهرجان Noujoum Gnaoua ساحة الأمم المتحدة، في حين يواصل القرية الثقافية This is Africa فعالياته بساحة راشدي حتى 18 يناير 2026، في مبادرة تهدف لتسليط الضوء على ثراء الثقافات الأفريقية وتعزيز موقع المغرب كملتقى ثقافي للقارة، تزامنا مع استعدادات كأس الأمم الإفريقية 2025.
إلى جانب النشاط الفني، ركزت المدينة على الحفاظ على نظافة الشواطئ الأكثر ارتيادا، مثل عين دياب، عين السبع ومدام شوال، عبر تعزيز عمليات التنظيف وجمع النفايات، مع حملات توعية للزوار حول ضرورة احترام البيئة الساحلية.
وفي هذا السياق، أطلقت Casablanca Baïa، بالتعاون مع جماعة الدار البيضاء، النسخة الخامسة من حملة “صيف نظيف” في 12 يوليوز، التي تمتد لشهرين وتشمل خمسة فضاءات عامة و16 مقاطعة، مع تنظيم قرى توعية، جولات متنقلة بعشر سيارات هجينة، ورشات تعليمية، عروض تفاعلية وتوزيع هدايا لتعزيز السلوكيات الإيكولوجية.
كما رافقت الحملة استراتيجية رقمية وإعلامية واسعة، شملت شراكات مع وسائل الإعلام الوطنية، استخدام سفراء مؤثرين، وإطلاق مسابقات وألعاب تفاعلية على منصات التواصل الاجتماعي، لتعزيز المشاركة الجماعية في الحفاظ على نظافة المدينة.


