كشفت دراسة حديثة عن أن توصيل نظام الدورة الدموية بين حيوان شاب وآخر أكبر سنا يمكن أن يحدث انعكاسات مدهشة على عملية الشيخوخة، مما يمهد الطريق نحو فهم أعمق للآليات التي تحكم الشيخوخة وتطوير علاجات جديدة.
منذ القدم، اعتبرت الثقافات الشباب وخصائصه السحرية، إذ تشير التقاليد إلى استخدام دماء الشباب في العديد من السياقات، حتى بتضحية الأطفال وشرب دماء الشبان في بعض الحالات لإضفاء الحيوية والشباب.
وتحدثت بعض الشائعات أيضا عن استخدام الدكتاتور الكوري الشمالي، كيم جونغ إيل،.. لحقن دماء العذارى الشابات لتباطؤ عملية الشيخوخة.
ومع ذلك، لم يكن هناك دليل علمي قوي يثبت هذه النظريات حتى الآن. لكن الآن،.. بفضل دراسة أجراها العلماء في المركز الطبي بجامعة ديوك، يبدو أن هناك أساسا علميا لتأكيد بعض هذه الافتراضات.
توصل الباحثون إلى أن ربط دورة الدم لفأر في سن الشباب بأخر في سن الشيخوخة أدى إلى تباطؤ وتيرة الشيخوخة بنسبة تصل إلى 10 مرات،.. مع استمرار التأثير لفترة تصل إلى شهرين بعد فصلهما. هذا يعني زيادة ملحوظة في العمر المتوقع وتحسين ملحوظ في الصحة والنشاط.
ومع ذلك، فإن الاقتراحات بتطبيق هذه التجارب على البشر لا تزال محل جدل، حيث يصفها البعض بأنها “غير أخلاقية”. ومع ذلك، يعتقد العلماء أن فهم المكونات الدقيقة لهذه العملية قد يسهم في تطوير علاجات جديدة لتباطؤ عملية الشيخوخة وتحسين الصحة العامة.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسة أيضا إلى أن التأثيرات الإيجابية لهذه العملية تشبه بعض تأثيرات التدخلات الغذائية المعروفة،.. مثل تقييد السعرات الحرارية، مما يؤكد على أهمية العناية بالتغذية والصحة العامة في مكافحة عملية الشيخوخة.
بشكل مثير للتفاؤل، يعتقد العلماء أن هذه الاكتشافات قد تمهد الطريق نحو علاجات جديدة لأمراض الشيخوخة،.. بما في ذلك الزهايمر، وتعزيز جودة الحياة لدى كبار السن. ومع مواصلة البحث في هذا المجال، يأمل العلماء أن يتمكنوا من تحديد المكونات الرئيسية التي تحفز عملية الشباب وتحولها إلى علاجات فعالة وآمنة في المستقبل القريب.