لم تمض سوى أيام قليلة على تثبيت رادار ذكي من نوع “Poliscan” على مستوى طريق أزمور، حتى طالته يد التخريب في ظروف لا تزال غامضة. الواقعة وقعت بمنطقة دار بوعزة ضواحي الدار البيضاء، حيث عمد مجهولون إلى إتلاف الجهاز الذي يعتبر من أحدث التقنيات التي اعتمدتها السلطات في إطار مشروع وطني لتعزيز السلامة الطرقية.
الرادار المتضرر كان يفترض أن يلعب دورا محوريا في رصد مخالفات السرعة وردع السلوكيات المتهورة،.. خاصة في محور طرقي معروف بالحوادث المميتة. غير أن هذا المسعى لم يرق للبعض،.. فاختاروا مجابهة التكنولوجيا بأساليب فوضوية تعيد إلى الأذهان مظاهر التمرد على القانون.
يشار إلى أن جهاز “Poliscan” ليس مجرد كاميرا مراقبة عادية،.. بل منظومة ذكية قادرة على ضبط سرعات متعددة في آن واحد وبمدى دقيق،.. ما جعل السلطات تراهن عليه لتقليص حوادث السير في عدد من النقاط السوداء بمحيط الدار البيضاء وباقي المدن الكبرى.
حادث التخريب هذا يعيد إلى الواجهة أسئلة حارقة حول فعالية ثقافة الردع التقني في ظل استمرار مظاهر العبث بالممتلكات العامة، ويدعو بالمقابل إلى إعادة النظر في تدابير الحماية والمراقبة المصاحبة لمثل هذه المشاريع الحيوية، لضمان استمرار دورها الوقائي دون الخضوع لابتزاز ثقافة “الفوضى”.