أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا جدلا واسعا في واشنطن بعد تصريحات مثيرة أدلى بها من داخل المكتب البيضاوي، خلال مؤتمر صحفي غير مسبوق استمر لما يقارب ثمانين دقيقة. اللقاء، الذي انطلق في سياق الحديث عن ملفات الأمن والهجرة، تحول إلى مساحة مفتوحة للهجوم على خصومه السياسيين والإعلان عن قرارات مثيرة للجدل.
ترامب، البالغ من العمر 79 عاما، قال أمام الصحفيين إن “الكثير من الأمريكيين يودون ربما العيش تحت حكم ديكتاتور”، قبل أن يسارع إلى التأكيد: “أنا لست ديكتاتورا، بل رجل عاقل وذو ذكاء كبير”. هذه العبارات جاءت ردا على الانتقادات التي تلاحقه بخصوص نزوعه إلى الحكم السلطوي، خاصة بعد قراره نشر الحرس الوطني في شوارع واشنطن بدعوى حفظ النظام.
من “وزارة الحرب” إلى سجن من يحرق العلم
الرئيس لم يتوقف عند هذا الحد، بل وقع مرسوما يقضي بسجن كل من يحرق العلم الأمريكي لمدة سنة كاملة دون إمكانية الإفراج المبكر، في تحد مباشر لحكم المحكمة العليا الصادر سنة 1989، الذي اعتبر أن حرق العلم يندرج ضمن حرية التعبير.
وفي خطوة رمزية أخرى، كشف ترامب عن رغبته في إعادة تسمية وزارة الدفاع لتصبح “وزارة الحرب”، في إشارة صريحة لرؤيته العسكرية المتشددة. كما لم يفوت الفرصة لمهاجمة عدد من حكام الولايات الديمقراطيين، إذ وصف حاكم إلينوي جي بي بريتزكر بـ”السمين الذي يحتاج إلى ممارسة الرياضة”، موجها أيضا انتقادات حادة لحاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم وحاكم ماريلاند ويس مور، إضافة إلى سيل من الشتائم في حق الرئيس السابق جو بايدن الذي نعته بـ”الأبله”.
أما على مستوى القضايا الداخلية، فقد لمح ترامب إلى احتمال توسيع تدخل الجيش ليشمل مدينة شيكاغو بعد واشنطن، مهددا بوقف المساعدات الفيدرالية ما لم يطلب منه حكام الولايات الديمقراطية ذلك بشكل رسمي.
المؤتمر الصحفي لم يخل من لقطات استعراضية، حيث عرض ترامب كأس العالم الذي أهداه له رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، مبرزا إعجابه بكونه “قطعة من الذهب الخالص”، في مشهد يجسد شغفه المعروف بالمظاهر الفخمة. كما انحرف فجأة للحديث عن “الكارپ الصينية” التي تغزو بحيرات الشمال، واصفا إياها بـ”الأسماك العنيفة التي تقفز إلى القوارب” ومحذرا من كلفة معالجتها الباهظة.
هكذا، بدا الرئيس الأمريكي في ذلك اللقاء وكأنه يمزج بين السياسة والهجوم الشخصي والاستعراض الإعلامي، في صورة تعكس أسلوبه المثير للجدل منذ دخوله البيت الأبيض.