على ضوء الأحداث الأخيرة التي تشهدها العلاقات بين المغرب وفرنسا،.. بدأت علاقات الشراكة الطويلة بين البلدين تمر بأوقات عصيبة حسب جون أفريك. زلزال الحوز الذي وقع مؤخرا يبدو أنه أثر بشكل كبير على هذه العلاقة،.. مما جعل البعض يتساءل عن أسباب ابتعاد المغرب عن فرنسا وتراجع مدى تأثيرها على القرارات المغربية.
مجلة “جون أفريك” الفرنسية قد أشارت في مقالها الأخير بعنوان “لماذا يبتعد المغرب عن فرنسا؟” إلى أن المغرب يبدو أنه ينفصل تدريجيا عن العالم الفرنكوفوني.
وعرجت المجلة على التوترات والخلافات الأخيرة بين البلدين،.. حيث أصبحت فرنسا البلد الوحيد الذي قام قادته السياسيون بمخاطبة المواطنين المغاربة مباشرة،.. تجاوزا للملك محمد السادس والحكومة المغربية. هذا الأمر يبدو كأن المغرب لم يعد يرغب في أن يكون تحت نفوذ فرنسا أو يتلقى توجيهاتها.
وقال ذات المصدر إن تغيير الموقف الفرنسي بشأن مسألة الهجرة ومحاولتها التقارب مع الجزائر،.. والتي تتورط بشكل مباشر في النزاع بين المغرب والبوليساريو، قد أثر بشكل كبير على العلاقات بين البلدين. ومع اعتبار المغرب هذه القضية عاملا سياسيا حاسما، فإن التغيير في الموقف الفرنسي أثار انزعاجا كبيرا في الرباط.
وأوضحت “جون أفريك” أن المغرب يسعى إلى تعزيز شراكاته الاستراتيجية مع دول تدعم سيادته على الصحراء، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، ويحتفظ بعلاقات مميزة مع الدول التي تدعم الحكم الذاتي في الصحراء، مثل إسبانيا وألمانيا. ويبدو أن المغرب يبني على هذه العلاقات لدعم موقفه في النزاع حول الصحراء.
مع تطور العالم اليوم نحو التعددية والاستقلالية في صياغة العلاقات الدولية، يبدو أن العلاقات بين المغرب وفرنسا تشهد تحولًا ملحوظًا. فالمغرب، بصفته دولة ذات سيادة حسب المجلة، يختار خياراته بحذر، ويدعو شركائه الأوروبيين إلى الاعتراف بأنه لا يوجد مستقبل للصحراء إلا في إطار سيادته.