في مشهد مثير للدهشة، تحولت حديقة الهضبة الخضراء في منطقة سيدي مومن بالدار البيضاء إلى أرض قاحلة، وذلك بعد أقل من شهرين على افتتاحها. المشروع، الذي كلف ميزانية 19 مليون درهم، أحدث بتعاون بين وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة وولاية جهة الدار البيضاء وعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي.
كان الهدف من إعادة تأهيل هذه المساحة الممتدة على 12 هكتارا،.. تحويلها من مطرح عشوائي للنفايات إلى فضاء بيئي وإيكولوجي يساهم في الحفاظ على النظم البيئية وامتصاص الغازات الملوثة. ومع ذلك، يبدو أن هذا المشروع الطموح لم يحقق أهدافه، إذ أن الحديقة تحولت بسرعة إلى مشهد قاحل يفتقر إلى أدنى مقومات البيئة الخضراء.
تطرح هذه الحالة العديد من التساؤلات حول فعالية الإدارة وصيانة المشاريع البيئية في المدينة. كيف يمكن لمشروع بهذه التكلفة أن يفشل في غضون أسابيع قليلة؟ هل هناك تقصير في متابعة المشروع أو سوء إدارة في صيانته؟
إنفاق 19 مليون درهم على مشروع يفشل بهذه السرعة،.. يعكس مشكلة أكبر تتعلق بكيفية تخطيط وتنفيذ المشاريع البيئية في الدار البيضاء والمغرب بشكل عام يقول نشطاء. مؤكدين أنه يجب على الجهات المسؤولة تقديم تفسيرات واضحة،.. حول ما حدث وتحديد المسؤوليات لضمان عدم تكرار هذه الفوضى في المستقبل.
وشدد أحد سكان سيدي مومن أن الوضع يتطلب تحقيقا شاملا،.. ومحاسبة المسؤولين عن هذا الفشل الذريع لحديقة الهضبة الخضراء في سيدي مومن تتحول إلى أرض قاحلة بعد شهرين فقط من افتتاحها. مشيرا إلى انه من الضروري إعادة النظر في استراتيجيات التنمية المستدامة. وضمان تنفيذها بشكل فعال يحقق الفائدة المرجوة للسكان والبيئة على حد سواء.