على مدى عقود، ظل مثلث برمودا رمزا للأساطير الحضرية ومصدرا للرعب والإثارة. هذا المثلث الممتد بين سواحل فلوريدا، برمودا، وجزر الأنتيل الكبرى في المحيط الأطلسي، شهد اختفاء أكثر من 50 سفينة و20 طائرة، ما جعله محط نظريات المؤامرة والتفسيرات الخارقة.
البعض ينسب هذه الظواهر إلى كائنات فضائية أو قوى غامضة مرتبطة بأتلانتس، بينما يرى العلماء أن الحقيقة أكثر بساطة وواقعية. في عام 2017، أكد العالم الأسترالي كارل كروزلنيسكي أن لا شيء خارق للطبيعة يحدث في هذه المنطقة، مشيرا إلى أن الأخطاء البشرية، الطقس السيئ، وكثافة حركة الملاحة هي الأسباب الحقيقية وراء الحوادث.
مثلث برمودا: الموقع والنشاط
يقع المثلث في منطقة قريبة من خط الاستواء، ما يجعله ممرا رئيسيا للسفن والطائرات المتجهة إلى موانئ أمريكا، أوروبا، والكاريبي. وبالتالي، فإن الكثافة العالية للحركة تزيد من احتمالية وقوع الحوادث.
وفقا لتصريحات كروزلنيسكي، فإن نسبة اختفاء الطائرات والسفن في مثلث برمودا ليست أعلى من أي منطقة أخرى في العالم. الدراسات التي أجرتها شركات التأمين، مثل “لويدز أوف لندن”، وخفر السواحل الأمريكي أكدت أن هذه المنطقة ليست أكثر خطورة من غيرها.
الأمواج المارقة: تفسير علمي
تشير دراسات حديثة إلى أن الموجات العملاقة، المعروفة بالأمواج المارقة، قد تكون عاملا محتملا في بعض الحوادث. هذه الأمواج، التي يمكن أن تصل ارتفاعها إلى 30 مترا، تتشكل نتيجة التقاء العواصف من عدة اتجاهات، مما يخلق ظروفا قاتلة للسفن والطائرات.
حادثة رحلة 19
من بين أبرز الحوادث المرتبطة بمثلث برمودا كانت اختفاء رحلة 19 في دجنبر 1945. انطلقت خمس طائرات بحرية أمريكية من فلوريدا في مهمة تدريبية،.. لكنها اختفت بعد أن واجهت مشاكل في البوصلة وظروف طقس سيئة.
تشير التقارير إلى أن قائد الرحلة، الملازم تشارلز تايلور، ارتكب أخطاء حاسمة، حيث قاد الطائرات شرقا بعيدا عن اليابسة. كروزلنيسكي أشار أيضا إلى أن تايلور كان يعاني من الإرهاق وارتكب أخطاء مشابهة في الماضي.
رغم التفسيرات العلمية، لا تزال الأساطير حول مثلث برمودا قائمة. بالنسبة للبعض، تظل الروايات الغامضة أكثر إثارة من الحقيقة البسيطة: أن الأخطاء البشرية والظروف الجوية السيئة تلعب دورا كبيرا في هذه الحوادث.