لم يتوقع الشاب البريطاني أوين نورغروف (17 عاما) أن زيارة عادية لصالون الحلاقة في بلدة لودلو بمقاطعة شروبشاير، ستقلب حياته رأسا على عقب، لكنه اليوم يعتبر تلك اللحظة نقطة تحول حاسمة في مواجهة مرضه.
جلس أوين على كرسي الحلاقة، ولاحظ الحلاق التركي فرات داود أوغلو وجود انتفاخ غير طبيعي في جانب رقبته الأيمن. فورا نبه داود أوغلو زبونه إلى ضرورة مراجعة الطبيب دون تأجيل، وهو ما استجابت له العائلة بسرعة.
خضعت العائلة لسلسلة فحوصات كشف من خلالها الأطباء إصابة أوين بـ لمفوما هودجكن (Hodgkin Lymphoma)، وهو نوع نادر من سرطان الجهاز اللمفاوي. بدأ المراهق العلاج الكيميائي المكثف في يناير الثاني 2024، وبفضل التشخيص المبكر أعلن الأطباء في يونيو أنه دخل مرحلة الهدأة، مرحلة توقف نمو المرض، ما اعتبر إنجازا طبيا مهما أنقذ حياته.
وعاد أوين إلى صالون الحلاقة ليعبر عن امتنانه العميق لفرات داود أوغلو في مشهد مؤثر، لاقى اهتماما واسعا من وسائل الإعلام المحلية، بينها هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
وقال داود أوغلو: “لاحظت أن جانب رقبته الأيمن منتفخ وغير مستوٍ. سألته عن السبب، فقال إنه لا يعرف. نحن نتحدث دائمًا خلال الحلاقة، وهكذا بدأت القصة.”
والدة أوين، هايلي نورغروف، وصفت شعورها حين اكتشفوا المرض: “لم نتوقع السرطان في هذا العمر. كان الورم ينمو بسرعة، والحلاق ساعدنا في إدراك ما يحدث مبكرًا جدًا. ابني يملك جهازا مناعيا شبه معدوم، وكانت التجربة صعبة علينا جميعا.”
رغم الصعوبات، حافظ أوين على قوته المعنوية والجسدية، مستفيدًا من شغفه برياضة الرغبي وعمله في الزراعة، ما ساعده على مواجهة المرض بعزيمة وثبات.