شهد العام الماضي زيادة هائلة في حالات الوفاة التي تجاوزت المعدل الطبيعي للخمس سنوات مع ارتفاع كبير لأمراض القلب، مما جعله العام الأكثر فتكا منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية، وفقا لأحدث الأبحاث التي نشرها علماء جامعة أكسفورد.
كشفت الدراسة التي أجراها العلماء والتي تطرقت إليها “الدايلي إكسبريس” البريطانية، عن انخفاض في حالات الوفاة نتيجة للسرطان والخرف، في حين تشهد حالات الوفاة الناجمة عن مشاكل القلب والدورة الدموية ارتفاعا ملحوظا.
تشمل هذه الزيادة حالات الوفاة الناجمة عن أمراض القلب، النوبات القلبية، السكتات الدماغية، وجلطات الرئة. وأكد العلماء أن هذا الارتفاع لا يمكن تفسيره بسبب شيخوخة السكان أو زيادة أعدادهم.
من المتوقع أن يشهد الأسبوع المقبل مناقشة حية في برلمان المملكة المتحدة، حيث يطالب النواب الحكومة بالتحقيق العاجل في هذه المشكلة، خاصة مع ارتفاع حالات الوفاة منذ بداية تفشي الوباء.
وتشير الأرقام الجديدة، التي اعتمدت على إحصائيات حكومية، إلى وجود 595,789 حالة وفاة في العام الماضي، منها 53,000 حالة تعتبر “زائدة” أو “إضافية” بناء على متوسط الوفيات للخمس سنوات قبل ظهور كوفيد-19.
وبالمقارنة، سجلت 82,060 حالة وفاة إضافية في عام 2020 و60,000 حالة في عام 2021. يعني ذلك وجود 1,000 حالة وفاة إضافية كل أسبوع في عام 2023، متجاوزا إجمالي 50,200 حالة وفاة زائدة في عام 2022.
توضح التقارير أن هناك زيادة قدرها 100,000 حالة وفاة في العام الماضي مقارنة بعام 2011،.. مما يشكل أعلى رقم مسجل في عام غير وبائي منذ الحرب العالمية الثانية.
زيادة الوفاة بأمراض القلب
وتبين الدراسة أن 12% فقط من الوفيات الزائدة في العام الماضي كانت نتيجة لالتهابات الجهاز التنفسي مثل كوفيد أو الأنفلونزا،.. بينما ارتفعت حالات قصور القلب بنسبة 16%، مما أدى إلى زيادة تقدر بنحو 10000 حالة وفاة إضافية.
وشهدت الوفيات نتيجة ضيق شرايين القلب زيادة بنسبة 8.5%، مما أدى إلى حوالي 9000 حالة وفاة إضافية،.. وزيادة بنسبة 14% في الوفيات الناجمة عن أمراض الكبد مثل تلف الكبد المرتبط بالكحول، حيث بلغت أكثر من 2000 حالة وفاة إضافية.
وفي الوقت نفسه، شهدت الوفيات الناجمة عن أمراض الرئة مثل الربو انخفاضا بنسبة 14%،.. بينما انخفضت حالات الوفاة بسبب الخرف ومرض الزهايمر بنسبة 11%.
وعبر البروفيسور كارل هينيغان، مدير مركز الطب المبني على الأدلة بجامعة أكسفورد،.. عن قلقه من هذا الارتفاع الكبير في الوفيات، وشدد على ضرورة فهم الحكومة لأسباب هذا الانتعاش الهائل،.. واعتبر فشل الحكومة في التحقيق في هذه المشكلة أمرا غير مقبول تماما.
وأشار الدكتور عاصم مالهوترا، أحد كبار أطباء القلب، إلى أن الأسباب الرئيسية للوفيات الزائدة تتعلق بالقلب والدورة الدموية، ويرتبط ثمانون في المائة منها بنمط الحياة والعوامل البيئية، مثل تدهور النظام الغذائي والحياة الساكنة والتوتر الناجم عن الإغلاقات.
من جانبها، أكدت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أن هناك عدة عوامل تسهم في زيادة الوفيات،.. من بينها انتشار الأنفلونزا والتحديات المستمرة لفيروس كورونا والأمراض الصحية المزمنة،.. وأكدت أنها تعمل على تقليل الوفيات بشكل عام وتشجع على تلقي اللقاحات كوسيلة أساسية للوقاية.