الأكثر مشاهدة

زيادة صادرات البطيخ المغربي وسط تحديات مناخية وفيروسية

وسط موجات حر غير مألوفة وعواصف برد مباغتة، يواصل البطيخ المغربي فرض حضوره في الأسواق الخارجية، كمن يتحدى مزاج السماء ويخطف مكانته بفضل جودة فاكهته ومرونة مزارعيه. هذا الموسم، ورغم كل العراقيل المناخية، يسجل القطاع نتائج توصف بـ”الاستثنائية”، بعدما ارتفعت صادرات مدينة بركان وحدها بـ17% مقارنة بالسنة الماضية، في وقت لم يبلغ فيه الموسم ذروته بعد.

“لقد كان موسما استثنائيا بكل المقاييس”، هكذا وصف إسعيد الخونشافي، الرئيس التنفيذي لشركة “أطلس للأجيال الخضراء”، الوضع الحالي في تصريح خص به منصة “إيست فرويت” المتخصصة في تتبع صادرات الفواكه والخضر.
لكن هذه النتيجة البراقة تخفي خلفها كثيرا من التحديات، فقد تراجع الإنتاج القابل للتصدير في بعض المناطق من 80% إلى 50%، بعد أن اجتاحت العواصف منطقة “قرية با محمد” في جهة فاس-مكناس، تلتها موجات حر بلغت 45 درجة مئوية، لترسم مشهدا زراعيا مضطربا قاوم فيه الفلاحون بالشتلات المعتمدة والتقنيات الحديثة.

مناطق أخرى لم تكن أوفر حظا، إذ باغتت عواصف البرد المبكرة مزارعي زاكورة، وأثرت على جودة المحصول قبل أن تودع المنطقة موسمها، بينما اصطدمت تارودانت بدورها باضطرابات مناخية مشابهة، أفرزت موسما غير مستقر على مستوى الغلة والجودة.

- Ad -

ورغم عودة فيروس زراعي كان قد أرّق المزارعين في مواسم سابقة، نجح العديد من الفلاحين في تحجيم خسائره عبر اعتماد شتلات محسنة ومقاومة، لا سيما في المراحل المبكرة للإنتاج. إلا أن بعض المنتجين الذين لم يواكبوا هذا التغيير دفعوا ثمن عدم التجاوب، حيث سجلت إصابات محدودة في صفوف محاصيلهم.

ومع انتقال موسم الجني إلى مزارع بركان، واستعداده للامتداد نحو العرائش شمالا خلال الأسابيع المقبلة، يدخل البطيخ المغربي منعطفا حاسما، إذ يتوقع أن تبلغ نسبة المحصول القابل للتصدير نحو 80% من إجمالي الإنتاج، في تحدٍ جديد لمناخ لا يمكن التنبؤ به، وسوق دولي يزداد تنافسا.

مقالات ذات صلة