تعتبر معركة الإنسان ضد السرطان من أكثر التحديات تعقيدا وحساسية. يعتبر سرطان المبيـض أحد الأشكال الخطيرة من السرطانات، حيث يظهر أن العلاج الكيميائي، على الرغم من فاعليته في تدمير الخلايا السرطانية، فإنه يترك بعض الخلايا الصغيرة المتبقية التي تكون مقاومة للعلاج وقادرة على النمو مرة أخرى، مما يؤدي إلى تطور أورام مقاومة للعلاجات.
لفهم هذه الظاهرة والتصدي لها، أجرى باحثون في جامعة هلسنكي دراسة مفصلة نشرت في مجلة Nature Communications، بهدف فهم الخلايا السرطانية التي تظل حية بعد العلاج الكيميائي وتطور مقاومة له. لتحقيق هذا الهدف، قام الباحثون بتطوير منهجية جديدة تعرف بـ “ReSisTrace”، التي تسمح بتتبع الخلايا المقاومة للعلاج عبر الزمن.
تعتمد ReSisTrace على وضع علامات جينية فريدة على الخلايا السرطانية،.. مما يسمح للباحثين بتتبع الخلايا الشقيقة وفهم كيفية تفاعلها مع العلاج المضاد للسرطان. باستخدام هذه الطريقة، استطاع الباحثون تحديد الجينات والمسارات الجينية التي تلعب دورا في مقاومة الخلايا للعلاج الكيميائي.
إقرأ أيضا: سرطان المبيض: اكتشاف تقنية نانوية ثورية لاكتشاف المرض
بشكل مثير للإعجاب،.. وجد الباحثون أن تغييرات في جينات البروتينات ورصد RNA تلعب دورا هاما في فهم المقاومة المسبقة للعلاج. وبالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة عن أن انخفاض قدرة الخلايا على إصلاح الحمض النووي قد يزيد من استعدادها للمقاومة للعلاج.
عندما تم تطبيق هذه النتائج على علاج سرطان المبيـض،.. وجد الباحثون أن عددا كبيرا من الجزيئات الصغيرة قد غيرت نمط التعبير الجيني في الخلايا السرطانية،.. مما جعلها أكثر استعدادا للتأثر بالعلاج الكيميائي والمضاد للسرطان.
بناء على هذه النتائج، يعتقد الباحثون أن استخدام الطرق الحسابية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في تحديد العلاجات المستهدفة التي يمكن أن تحول دون تطور المقاومة للعلاج.
في الختام، تعتبر النتائج التي حصل عليها الباحثون في جامعة هلسنكي خطوة هامة نحو فهم أفضل لمقاومة السرطان للعلاجات،.. وتطوير علاجات أكثر فعالية وموجهة لمكافحة هذا المرض القاتل.