الأكثر مشاهدة

صناعة السفن على أبواب تحول تاريخي في المغرب.. مشروع ضخم في الدار البيضاء يلفت أنظار الكوريين

تستعد المجموعة الصناعية الكورية الجنوبية العملاقة HD Hyundai Heavy Industries لدخول مرحلة مفصلية في استراتيجيتها التوسعية نحو شمال إفريقيا، من خلال سعيها إلى الظفر بإدارة الورش البحري المستقبلي للدار البيضاء، في خطوة توحي بتحول كبير في موازين الصناعة البحرية على الواجهة الأطلسية المغربية.

المشروع، الذي تراهن عليه المملكة ضمن مخطط وطني طموح لتطوير صناعاتها البحرية، فتح شهية العديد من الفاعلين الدوليين، غير أن اهتمام “هيونداي” الكورية أعطى لهذا الورش بعدا خاصا، نظرا لثقل المجموعة في مجال تصنيع وصيانة السفن عبر العالم.

ووفق ما يتردد في أروقة القرار الصناعي المغربي، فإن المجموعة الكورية تعد من أبرز المنافسين للفوز بإدارة المشروع، لما توفره من خبرات تكنولوجية رائدة وقدرة على نقل المعرفة، وهي عناصر تعتبرها الرباط أساسية لبناء نواة بحرية صناعية وطنية قادرة على المنافسة.

- Ad -

هذا الطموح المغربي لا يختزل في البعد الصناعي فقط، بل يحمل رهانات استراتيجية أوضحها المخطط الحكومي الرامي إلى رفع عدد السفن التجارية المغربية من 16 حاليا إلى 100 بحلول سنة 2040. الهدف هو تمكين البلاد من تقليص تبعيتها للنقل البحري الأجنبي، وتعزيز سيادتها اللوجستية والتجارية في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.

في المقابل، ترى HD Hyundai في هذا المشروع فرصة نادرة لولوج إحدى أهم البوابات البحرية بالقارة الإفريقية، بالنظر إلى الموقع الجغرافي الاستثنائي للدار البيضاء عند تقاطع المحاور البحرية الإفريقية والأطلسية والأوروبية. وهو ما يجعل من المدينة منصة محتملة لإطلاق عمليات صناعية واسعة النطاق موجهة نحو أسواق متعددة.

التقارب بين الرباط وسيول في هذا الملف يشي بولادة شراكة استراتيجية تتجاوز الصناعة نحو رهانات جيوسياسية أوسع، تعزز موقع المغرب كلاعب إقليمي في القطاع البحري، وتفتح أمامه أفقا جديدا في هندسة تحالفات اقتصادية متنوعة، تكون فيها كوريا الجنوبية شريكا صناعيا موثوقا.

مقالات ذات صلة