في مرحلة الطفولة، يشبه الخبراء الأطفال بالإسفنج، حيث يمتصون كل ما يقال لهم، سواء كان جيدا أو سيئا. هذا يجعل المراحل التنموية المبكرة حرجة جدا في تشكيل شخصية الطفل ونفسيته.
يقول الخبراء إننا جميعا نحمل معنا سلوكيات ومشاعر تعلمناها في سن مبكرة طوال حياتنا. وعلى الرغم من محاولاتنا لنكون أفضل الآباء، فإن الأخطاء أمر لا مفر منه. ومع ذلك، هناك بعض العبارات التي يجب تجنب قولها أمام الأطفال، خاصة مع تزايد الأبحاث التي تثبت تأثيرها السلبي.
مؤسسة “كلمات تهم” (Words Matter)، وهي مؤسسة خيرية جديدة تهدف إلى تحسين الصحة العقلية والجسدية للأطفال، كشفت عن أسوأ خمس عبارات يمكن أن يقولها الكبار للأطفال. تضمنت الدراسة استطلاعا شمل 1000 شاب، حيث تم سؤالهم عن أكثر العبارات الضارة التي سمعوها.
أنت عديم الفائدة: أسوأ خمس عبارات يجب تجنب قولها للأطفال
وفقا للدراسة، أسوأ خمس عبارات يمكن أن تقال للطفل هي: “أنت عديم الفائدة”، “أنت غبي”، “لا يمكنك فعل أي شيء بشكل صحيح”، “أنت عديم القيمة”، و”أنا أشعر بالخجل منك”. وجدت الدراسة أن 41% من الأطفال تعرضوا للإساءة اللفظية من البالغين، بما في ذلك الآباء والمعلمين، وأن 51% من الأطفـال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاما تعرضوا لهذه الإساءة بشكل أسبوعي.
إقرأ أيضا: تعليم الأطفـال قبول ذواتهم ومظهرهم: إرشادات لتحقيق الثقة بالنفس
تعرِف مؤسسة “كلمات تهم” الإساءة اللفظية بأنها “استخدام كلمات ولغة سلبية تسبب الأذى”. وتشمل هذه الأفعال اللوم، الإهانة، التقليل من شأن الطفل، التخويف، التحقير، عدم الاحترام، التوبيخ، السخرية، الانتقاد، الشتم، والتهديد. ويضيف الخبراء أن الإساءة اللفظية ليست مقتصرة على الصراخ فقط، بل يمكن أن تكون هادئة وماكرة ودقيقة، حيث تلعب النبرة والحجم وتعبيرات الوجه دورا مهما.
لا شك أن هذه العبارات الجارحة تؤثر بعمق على الطفل. فقد أظهرت النتائج أن 46% من الأطفال الذين تعرضوا للإساءة اللفظية يشككون في أنفسهم، و44% يشعرون بالقلق، و23% يشعرون بالخوف.
لكن الخبر الجيد هو أن الدراسة وجدت أيضا خمس عبارات إيجابية يمكن أن تؤثر بشكل بناء على الأطفـال. وتشمل هذه العبارات: “أنا فخور بك”، “يمكنك فعل ذلك”، “أنا أؤمن بك”، “أنا هنا من أجلك”، و”لا بأس في ارتكاب الأخطاء، يمكنك التعلم منها”. أثبتت هذه العبارات فعاليتها في التأثير الإيجابي على الأطفال.
تظهر هذه النتائج أهمية الكلمات وتأثيرها العميق على الأطفال. لذا، من الضروري أن يكون الآباء والمربون واعين لما يقولونه للأطفال، وأن يختاروا كلماتهم بحذر لبناء بيئة داعمة وإيجابية تسهم في تنمية صحة الطفل العقلية والجسدية.