على بعد أيام قليلة من انتهاء البحث العمومي حول مشروع تهيئة مقاطعة المعاريف، الممتد من 11 شتنبر إلى 10 أكتوبر 2025، يطرح المشروع العمراني الجديد أسئلة كبرى حول مستقبل هذا الحي الاستراتيجي بالدار البيضاء، وكيفية التوفيق بين ندرة العقار والحاجيات المتزايدة للسكان.
رغم ضيق المساحات، يقترح المخطط إحداث تجهيزات حيوية، أبرزها ساحتان عموميتان: الأولى قرب محطة القطار على مستوى شارع مكة، والثانية بمحاذاة مركز المعاريف. كما سيحول وعاء عقاري بمساحة 18 ألف متر مربع إلى ساحة كبرى مجهزة بمرآب تحت أرضي، في خطوة لتخفيف أزمة المواقف التي يعانيها قلب المقاطعة.
في المقابل، سينجز مشروع آخر قرب محطة “كازا-واسيط” على مساحة تقارب 8 آلاف متر مربع، يتضمن بدوره مرآبا عصريا يسهل ولوجية المحطة.
المخطط لم يغفل الجانب الاجتماعي، إذ تم تخصيص مساحة تناهز 3 آلاف متر مربع قرب مدرسة خالد بن الوليد لإنشاء قطب رياضي، إلى جانب مركز ثقافي جديد بشارع غاندي قرب تقاطع ابن سينا. أما في قطاع الصحة، فسيتم بناء مركز صحي وحيد بجوار إعدادية ابن حَبوس، وفق المعايير المعتمدة لتوزيع هذه المرافق حسب عدد السكان.
مشاريع عمرانية كبرى
من بين المشاريع الأكثر إثارة للانتباه، تحويل موقع دوار “بشكو” السابق، إلى حي سكني من طابق أرضي وخمسة طوابق على مساحة تناهز 11 هكتارا. وفي حي المستشفيات، يقترح المشروع إعادة تنظيم وتوسيع نطاق المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، على مساحة 56 هكتارا، بهدف فك الاكتظاظ وربط مكوناته الطبية والتعليمية بشكل أكثر انسجاما.
المخطط تطرق أيضا لمعضلة السير، باقتراح أشغال تهم 46 شارعا عبر التوسيع والفتح، منها شوارع محيطة بسوق درب غلف حيث ستصل بعض الطرقات إلى عرض 50 متراً. كما ستحدث 13 منطقة خضراء جديدة بمساحة إجمالية تفوق 19 ألف متر مربع، وإن بقيت محدودة أمام ضغط العقار.
المشروع أثار بعض الشائعات، من قبيل هدم إقامات “ريفييرا” أو “الهضاب”، غير أن المخطط شدد على تصنيفها ضمن التراث المعماري الواجب تثمينه. أما بخصوص سوق درب غلف، فقد تم إدراجه كـ”تجهيز عمومي”، ما يفتح الباب أمام إعادة تأهيله على موقعه الحالي، بدل المشروع العقاري الذي كان مقررا سنة 2014.
أكثر من مجرد وثيقة تقنية، يمثل المخطط العمراني للمعاريف فرصة أمام الساكنة للمشاركة في صياغة مستقبل حيهم. أمام المواطنين مهلة إلى غاية 10 أكتوبر لتقديم ملاحظاتهم أو اعتراضاتهم، قبل أن يصبح المشروع رسميا بعد نشره في الجريدة الرسمية.