بينما يستعد المغاربة للاحتفال بعيد الأضحى، يزداد شعورهم بالثقل تحت عبء الأسعار المرتفعة، خاصة أسعار الأضاحي التي وصلت إلى مستويات خيالية. لكن في المقابل، هناك من يعاني من ظلم أشد، يتمثل في استغلال العمال “الكابلاج” من قبل بعض أرباب العمل.
اليوم، نشارككم تجربة عامل “كابلاج” في مدينة تازة، والذي يتعرض لظروف عمل قاسية وظالمة، بينما تتجه أنظار الجميع نحو غلاء الأضاحي.
وفقا لرسالة العامل التي توصلت بها “أنفا نيوز”، فإنه يتقاضى راتبا شهريا لا يتجاوز 2090 درهم، بينما يعمل 9 ساعات في اليوم، ما يعني أنه لا يتقاضى سوى 9 دراهم في الساعة.
الأمر الأكثر إثارة للقلق حسب ذات المصدر هو أن صاحب العمل لا يلتزم بقوانين العمل،.. حيث لا يقدم للعامل أي تصريح للضمان الاجتماعي (CNSS).
إقرأ أيضا: استطلاع: 57% من المغاربة يفضلون عدم الاحتفال بعيد الأضحى.. موجة غلاء تعيق الفرحة
بل إن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد وفق المتحدث،.. فهناك عمال آخرون في نفس الشركة يعملون منذ 10 سنوات وتسجل لهم 20 يوما في الشهر، من أجل هضم حقوق العمال.
ويزداد الوضع سوءا مع أيام الأحد، حيث يجبر صاحب العمل جميع العمال على العمل،.. وإذا تغيب أحدهم، يخصم من راتبه 300 درهم عن كل يوم غياب.
ويستاءل عامل الكابلاج بألم، “أين هي الجهات المسؤولة عن مراقبة هذه الممارسات؟ أين هي القوانين التي تحمي حقوق العمال؟”.
هذه التجربة تظهر بوضوح استغلال بعض أرباب العمل للعمال،.. خاصة في ظل غلاء المعيشة وصعوبة الحصول على فرص عمل. وتبين أن هناك فئات في المجتمع لم تعد قادرة على مسايرة إيقاع الحياة،.. في مجتمع أصبحت تطغى عليه النزعة الاستهلاكية، وقيم الرأسمالية المتوحشة. أمام هذا الواقع المر، كيف يمكن لعامل يشتغل بأقل من الحد الأدنى للأجور أن يحتفل بعيد الأضحى، في زمن أصبح فيه الاحتفال يكلف أجرة هذا العامل لمدة أربعة أشهر؟.