في الفترة الأخيرة، شهد سوق العقارات في المغرب تحولات ملحوظة تمثلت في انخفاض طفيف بنسبة 0.4% في مؤشر أسعار الأصول العقارية خلال الربع الثاني من عام 2024. هذه التغيرات شملت العقارات السكنية والمهنية والأراضي، مما يعكس حسب مهنيين مرونة القطاع العقاري وقدرته على التأقلم مع التحديات الراهنة.
ويرجع خبراء هذا الانخفاض في الأسعار إلى عوامل متعددة،.. من أبرزها التكيف السريع لسوق العقارات المستعملة مع التحديات الاقتصادية،.. حيث يعد هذا القطاع الأقل تأثرا بارتفاع تكاليف مواد البناء وزيادة تكلفة الأراضي. هذا التوجه يتيح فرص شراء أكثر توافقا مع القدرة الشرائية للمشترين الذين يبحثون عن خيارات ملائمة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
على الجانب الآخر، يواصل القطاع العقاري المهني نموه بفضل الطلب المتزايد الذي يعززه التفاؤل الاقتصادي الناتج عن التحضيرات لاستضافة حدث رياضي كبير في المستقبل. هذه التحضيرات أدت إلى انطلاق مشاريع بنية تحتية واسعة النطاق وفتح مواقع بناء جديدة،.. مما يزيد من فرص الأعمال ويحفز الطلب على العقارات المهنية، مما يشير إلى استمرارية النمو في هذا المجال.
أما في قطاع الأراضي، فقد سجلت المعاملات زيادة كبيرة بنسبة 25.6% مقارنة بالعام الماضي. يعود ذلك إلى البرنامج الجديد الذي يعزز فرص الإسكان المباشر ويزيد الطلب على الأراضي لتلبية الحاجة المتزايدة للوحدات السكنية. هذه الديناميكية تؤثر إيجابيا على السوق العقارية حيث يتسابق المستثمرون لاقتناص الأراضي في المناطق التي يتوقع أن تشهد تنمية كبيرة نتيجة التحضيرات للحدث الرياضي.
إقرأ أيضا: اقتناء العقارات في إسبانيا: المغاربة في المقدمة
كما أن المدن المرشحة لاستضافة الفعالية الرياضية باتت تجذب اهتماما كبيرا من المستثمرين.. الذين يتوقعون زيادة في قيمة الأراضي مع تسارع وتيرة التنمية الحضرية وزيادة الطلب على العقارات في هذه المناطق الاستراتيجية.
وفي المجمل، يتأثر سوق العقارات في المغرب بتغيرات الأسعار،.. حيث تتأرجح المعاملات العقارية بشكل شبه مباشر مع تقلبات الأسعار. وفيما يتعلق بتوقعات السوق المستقبلية،.. فإن موسم الصيف القادم يحمل ديناميكية جديدة قد تؤثر على السوق بفضل عودة المغتربين وزيادة نشاط السوق خلال هذه الفترة.