كشفت جريدة “لوديسك” الناطقة بالفرنسية أن المغرب يستعد لإعلان مشروع إعمار الكويرة خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة. حيث ينتظر أن يشكل هذا المشروع بداية جديدة للمدينة الواقعة في أقصى جنوب البلاد، والتي لطالما عانت من الإهمال.
تسعى هذه المبادرة إلى تحويل الكويرة إلى مركز حضري نابض بالحياة، في إطار تعاون مغربي فرنسي يهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للساكنة وتعزيز التكامل الاقتصادي مع الجارة موريتانيا. وكما تشير التقارير، فإن المشروع يأتي في وقت تسجل فيه المملكة المغربية تقدما ملحوظا في تعزيز سيادتها على أراضيها، خاصةً مع تزايد الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء.
تشير المعلومات إلى أن المشروع سيتضمن إنشاء ميناء في الكويرة، وهو ما سيساهم في وضع هذه المنطقة على الخريطة الاقتصادية للمغرب، حيث سيكون لها موقع بارز بين المواقع المينائية الحالية والمستقبلية. وتعتبر جهة الداخلة وادي الذهب مؤهلة لاستقبال هذا المشروع بفضل تقدمها في جذب الاستثمارات الأجنبية، بعد أن اختارت الولايات المتحدة إقامة قنصليتها بها إثر اعترافها بمغربية الصحراء في دجنبر 2020.
أهمية مشروع إعمار الكويرة تتجاوز الجوانب الاقتصادية، حيث يتوقع أن يحدث تحولا في الوضع الجيوسياسي للمنطقة. كما أنه سيسهم في تعزيز السيادة المغربية من خلال وضع حد لأطماع الجزائر في الحصول على منفذ على المحيط الأطلسي، وهو ما كان يترجم بتسلل عناصر من البوليساريو إلى الكركرات.
وفي رأي الخبراء، يمثل مشروع إعمار الكويرة فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين المغرب وموريتانيا، مما يمكن من خلق بيئة استثمارية متكاملة. يتطلع الكثيرون إلى أن تصبح الكويرة نقطة جذب سياحية عالمية، تستقطب كبار المستثمرين العرب والأفارقة والدوليين، ما يعزز من دورها كمركز حضاري واقتصادي مستقبلي.