في مدينة تولوز الفرنسية، تعيش زينب، طالبة مغربية في سنتها الثالثة من دراسة علم النفس، معاناة يومية مع مرض نادر يعرف بالحكة المائية. هذا المرض النادر يحرمها من الاستمتاع بحياتها الطبيعية ويحول دون متابعتها للدروس الحضورية أو حتى العمل لتأمين احتياجاتها.
تروي زينب كيف أن نسيانها لمظلتها ذات يوم وهطول بضع قطرات من المطر عليها كان كافيا لإثارة نوبات حكة شديدة، ما اضطرها إلى إلغاء حضور حصصها الدراسية في ذلك اليوم. تعاني زينب منذ صغرها من هذا المرض، حيث كانت أولى أعراضه تظهر عندما كانت في التاسعة من عمرها، في المغرب. تتذكر والدتها اللحظة التي بدأت فيها زينب تصرخ من الألم بعد الاستحمام، حيث كانت تعاني من آلام شديدة في جسمها، ولم يستطع الأطباء حينها تشخيص حالتها بدقة.
ورغم استقرار حالتها لبعض الوقت، إلا أن الوضع تفاقم بعد بلوغها 17 عاما، إذ زادت حدة أعراض المرض، ما جعلها تواجه صعوبة في التعامل مع الماء سواء للاستحمام أو عند التعرق. تقول زينب: “أضطر للاستحمام مرة واحدة في الأسبوع وأستخدم جلا خاصا لتنظيف جسدي دون ماء في الأيام الأخرى للحفاظ على نظافتي الشخصية.” وتضيف أن المياه المالحة من البحر هي الوحيدة التي يمكنها تحملها، بينما تسبب لها مياه الاستحمام أو حتى العرق آلاما مبرحة.
الحكة المائية: مرض نادر يضع حياة طالبة مغربية في أزمة
تشعر الطالبة المغربية زينب بالإحباط بسبب عدم وجود علاج فعال لحالتها، إذ لم تسفر حتى الآن العلاجات المقدمة، بما فيها الحقن الحديثة التي بدأت بتلقيها، عن أي تحسن ملموس. وأوضح أطباء الجلد في مستشفى تولوز أنها تعاني أيضا من اضطراب جلدي يعرف بالكتابة الجلدية، مما يزيد من صعوبة حالتها.
هذا المرض لم يؤثر فقط على صحتها الجسدية، بل ألقى بظلاله على نفسيتها، إذ تعاني زينب من الاكتئاب بسبب القيود الكبيرة التي يفرضها المرض على حياتها اليومية. كانت شغوفة بالرقص، لكنها الآن محرومة منه تماما. تقول: “لا أعلم إن كان هذا المرض هو السبب الوحيد لاكتئابي، لكنه بالتأكيد لعب دورا كبيرا.”
تواجه زينب صعوبات إضافية في الحصول على عمل، بعدما فقدت وظيفتها كمشرفة لأنشطتها الترفيهية بسبب عدم تمكنها من التفاعل الكامل مع الأطفال نظرا لحالتها الصحية.