في خطوة وصفت بالتحول النوعي على مستوى التخطيط الجهوي للاستثمار، احتضنت مدينة الدار البيضاء، أمس الخميس، حفل تدشين المنطقة الصناعية “أهل لغلام”، التي صممت خصيصا لاستقبال صناعات الجلد والنسيج غير الملوثة، وذلك في قلب عمالة سيدي البرنوصي، وبموقع استراتيجي يربط شمال شرق المدينة بشبكة المواصلات والبنيات التحتية الحيوية.
هذا المشروع، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى جهة الدار البيضاء – سطات، تم إنجازه بشكل مباشر من قبل الجهة نفسها، على مساحة إجمالية تناهز 10 هكتارات، ويضم 50 وحدة صناعية جاهزة للاستعمال بمساحات تتراوح بين 500 و914 مترا مربعا، إلى جانب 40 قطعة أرضية قابلة للبناء بمساحات بين 579 و1021 مترا مربعا.
وتطمح الجهة، من خلال هذا المشروع، إلى تحفيز الاستثمار وخلق ما يقارب 4000 فرصة شغل مباشرة، عبر عرض عقاري ميسر يعتمد مبدأ الكراء بدل البيع، لتخفيف العبء المالي عن المستثمرين، حيث تم تحديد سعر الكراء الشهري للوحدات الصناعية بـ37 درهما للمتر المربع، و6 دراهم للقطع الأرضية.
وقد حضر حفل الافتتاح كل من وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، ووالي الجهة محمد امهيدية، ورئيس مجلس الجهة عبد اللطيف معزوز، إلى جانب القنصل العام الأمريكي بالنيابة، ومسؤولين منتخبين وصناعيين وفاعلين اقتصاديين.
منطقة أهل لغلام الصناعية.. نموذج جديد للاستثمار النظيف بجهة الدار البيضاء
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد رياض مزور أن منطقة “أهل لغلام” تمثل نموذجا مبتكرا يحتذى به على مستوى المملكة، مشددا على ضرورة ضمان خدمات نقل لائقة للعمال المرتقبين، وموضحا أن المشروع تم تصميمه سلفا وفق معايير الاستدامة البيئية.
أما عبد اللطيف معزوز،.. فأبرز أن هذه المنطقة تعد أول تجسيد عملي لرؤية الجهة نحو جيل جديد من المناطق الصناعية،.. تمت تعبئة 710 هكتارات من الأراضي لإنشائها على مستوى الجهة،.. ضمنها مناطق قيد التهيئة كزناتة بالمحمدية،.. وأولاد صالح بالنواصر، والغديرة بالجديدة، والرشاد بمديونة، والمزامزة بسطات.
وتضم المنطقة الصناعية الجديدة، إلى جانب الوحدات الإنتاجية،.. مجموعة من المرافق والخدمات الداعمة: مبنى للخدمات الإدارية، فضاءات للتجارة، وكالة بنكية (152 م²)،.. مركز للرعاية الصحية (96 م²)، حضانة للأطفال (207 م²)، مطعم (187 م²)،.. ثلاث وحدات مكتبية بمساحة 412 م² لكل واحدة، وفضاء لعرض وبيع المنتجات (361 م²).
الهندسة المعمارية للمشروع تبرز التزاما بتوفير بيئة عمل نظيفة ومندمجة،.. تستجيب لحاجيات المستثمرين واليد العاملة، كما تم تأمين مقر خاص بالشركة الجهوية للتنمية،.. الجهة المشرفة على تطوير هذه المناطق.
وبحسب المعطيات الرسمية، فإن الكلفة الإجمالية لإنجاز المشروع بلغت حوالي 250 مليون درهم،.. ويعد افتتاحه جزءا من احتفالات الجهة بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش،.. تأكيدا على التزامها بتنفيذ مشاريع اقتصادية هيكلية متوازنة.