تشهد أسواق الجملة بالمغرب هذا الأسبوع تفاوتا ملحوظا في أسعار سمك السردين، أحد أكثر المنتجات ارتباطا بمائدة المغاربة، حيث تختلف الأثمنة من مدينة إلى أخرى تبعا لمصدر السمك وحجم العرض في السوق.
ففي الدار البيضاء، تراوحت أسعار صندوق السردين بين 250 و280 درهما، أي ما يعادل حوالي 11 درهما للكيلوغرام الواحد، وهو ارتفاع نسبي ينعكس مباشرة على القدرة الشرائية للأسر، خاصة تلك التي تعتمد على الأسماك كبديل أقل كلفة للحوم البيضاء والحمراء.
أما في مدينة الصويرة، فقد كانت الأسعار أقل نسبيا، إذ استقر ثمن الصندوق بين 200 و210 دراهم، أي نحو 9 دراهم للكيلوغرام، ما يعكس وفرة نسبية في الكميات المصطادة من السواحل الأطلسية للمدينة.
ويؤكد مهنيون في القطاع أن أسعار الأسبوع المقبل ستتحدد بناء على حجم الكميات التي تصل إلى الأسواق، مرجحين انخفاضها في حال تزايد وفرة السردين وتراجع الضغط على الطلب، خاصة مع تحسن ظروف الصيد البحري وعودة عدد من المراكب إلى النشاط المنتظم.
ويرى مراقبون أن السردين يظل مؤشرا اقتصاديا حساسا لحركة السوق، إذ يرتبط استقراره بتوازن العرض والطلب، ويؤثر بشكل مباشر على الإنفاق اليومي للمواطنين، في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء باقي المواد الغذائية.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تقلبات في الأسعار، يبقى السردين – كما جرت العادة – مرآة حقيقية للقدرة الشرائية للمغاربة، بين مد وجزر في سوق يراقبه المستهلكون بقلق وأمل.


