الأكثر مشاهدة

موسم زيتون واعد في المغرب: غلة مرتفعة واحتمال تراجع الأسعار إلى 50 درهما للتر

تسود أجواء من التفاؤل في الأوساط الفلاحية المغربية مع اقتراب موعد جني الزيتون، بعدما أكدت المعطيات الميدانية أن محصول هذه السنة سيكون أفضل بكثير من الموسم الفلاحي المنصرم، ما يعزز آمال المنتجين والمستهلكين في آن واحد.

وحسب ما كشفه مهنيون في القطاع، فإن موسم الجني سينطلق فعليا بعد منتصف أكتوبر، غير أن عددا من المناطق، مثل إقليم قلعة السراغنة، ما تزال في حاجة إلى دورة أو دورتين إضافيتين من السقي لضمان نضج أكبر للثمار ورفع مردوديتها، خصوصا بالنسبة للزيتون الموجه للمعاصر.

الزيتون يظل في صدارة الأشجار المثمرة بالمغرب، إذ يشكل نحو 65 في المائة من المساحة الوطنية المخصصة لغرس الأشجار المثمرة، وهو ما يجعل أي تحسن في إنتاجيته ينعكس مباشرة على السوق الوطنية. الفلاحون يتوقعون أن يتجاوز معدل الإنتاج هذه السنة 85 في المائة وصولا إلى 90 في بعض المناطق، خاصة بالأراضي المسقية عبر الآبار، في حين يحتاج الزيتون الأخضر الموجه للاستهلاك المباشر إلى فترة إضافية تمتد بين أسبوعين وشهر قبل استكمال الجني.

- Ad -

غير أن العوامل المناخية لم تكن رحيمة بجميع المناطق، إذ سجلت بعض الأقاليم مثل بولمان تضررا ملحوظا بسبب موجات البرد وارتفاع درجات الحرارة أواخر الصيف. ورغم ذلك، يظل الاتجاه العام نحو موسم وفير، وفق ما أكده عبد اللطيف تبعليت، فلاح بتعاونية “خيرات البادية”، الذي قدر أن الغلة ستكون أفضل من العام الماضي بنسبة تفوق 75 في المائة.

من جهة أخرى، أوضح عماد، فلاح من جماعة “المهاية” بإقليم مكناس، أن الإنتاجية ستعرف زيادة تناهز 30 في المائة مقارنة بالموسم السابق، سواء بالنسبة للأشجار المعتمدة على الأمطار أو المسقية. وأشار إلى أن الأسعار بدأت بالفعل تتراجع، حيث استقر ثمن اللتر الواحد من الزيت المعصورة العام الماضي في حدود 60 درهما مع بداية الخريف، وسط توقعات بأن تنخفض أكثر خلال الموسم الحالي لتلامس سقف 50 درهما.

رشيد بنعلي، رئيس الفيدرالية المغربية لإنتاج الزيتون، أكد بدوره أن الموسم الفلاحي الجاري سيكون أفضل على مستوى الكمية والجودة، بفضل التساقطات المطرية التي عرفتها البلاد خلال نهاية الشتاء وبداية الربيع، فضلا عن دخول مساحات جديدة من أشجار الزيتون، المغروسة في إطار “مخطط المغرب الأخضر”، مرحلة الإنتاج.

ورغم بعض التحديات المرتبطة بالسقي في مناطق محدودة، إلا أن أشجار الزيتون أظهرت قدرة كبيرة على الصمود في وجه الجفاف، لتعيد الأمل لفلاحي الزيتون الذين ينتظرون أن يعوض موسم 2025 خسائر السنوات الأخيرة، ويخفف العبء عن المستهلك المغربي بعد موجتي الغلاء المتتاليتين.

مقالات ذات صلة