في الصحراء الغربية تواجه جبهة البوليساريو التي طالما تطمحت للاستقلال أزمات داخلية تهدد بتفتيتها وسقوط مشروعها الوطني. بات من الواضح أن بداية نهايتها قد حانت، حيث تنخرها انقسامات عميقة وتوترات داخلية تتصاعد، بالإضافة إلى فشل مخططها الانفصالي المدعوم من الجزائر، الداعم الرئيسي لها.
القيادي الكبير في الجبهة، البشير مصطفى السيد، أطلق نداء الإنذار بالضرورة العاجلة لعقد ندوة تقييمية، بهدف تصحيح المسار الداخلي المتهالك وإنقاذ مشروعهم الوطني المهدد بالغرق. تحدث السيد عن ضرورة تقييم الوضع في مخيمات تندوف واتخاذ تدابير فورية لمنع التدهور، مؤكدا على أهمية اتخاذ إجراءات استثنائية لتصحيح الوضع الشامل والخروج من حلقة الفراغ والتوترات الداخلية المتفاقمة.
المخيمات في تندوف،.. المعاناة ليست فقط اجتماعية واقتصادية، بل تمتد أيضا لتشمل حقوق إنسانية مزرية،.. حيث يعيش المحتجزون في ظروف صعبة بالجنوب الغربي للجزائر. هذه المخيمات تشهد انقسامات وتطاحنات داخلية، نتيجة لسياسات قيادية تمييزية وتهميشية، مما أدى إلى تنامي المعارضة الداخلية وزيادة التوترات.
حالة الغليان تجتاح المخيمات،.. حيث انتقل الاحتجاج إلى صفوف المسلحين الذين يعانون من التهميش والإقصاء،.. في حين يتبذل قادة الجبهة الانفصالية ملايين الدولارات في البذخ والترف الفاخر، دون أن يلقى مقاتلوهم والسكان المحليون الدعم اللازم.
مع تزايد الضغوطات الداخلية والتوترات المتصاعدة، يبدو أن البوليساريو تواجه اختبارا حاسما لمستقبلها،.. حيث يتساءل الكثيرون عن مدى استمرارية مشروعها الانفصالي في ظل هذه الظروف الصعبة.
هذه الأحداث تلقي بظلالها على المشهد السياسي والعسكري في المنطقة،.. وتعكس صراعا دائما بين الطموحات الانفصالية والواقع القاسي الذي تواجهه الجبهة،.. ما يجعل من المستقبل غير مؤكد ويزيد من التساؤلات حول مصير الصحراء الغربية وشعبها.
إقرا أيضا : فضيحة في جزر المالديف.. اعتقال وزيرة البيئة بتهمة السحر الأسود لرئيس الدولة
إن الوقت الراهن يتطلب من البوليساريو أن تستجيب بشكل فعال لمطالبات الداخل وأن تعيد تقييم استراتيجياتها،.. قبل أن تفوتها فرصة التصحيح والبقاء في المشهد السياسي الإقليمي والدولي.