في صباح يوم الأربعاء، أسدل الستار على مسيرة فنية حافلة برحيل الفنان المصري القدير لطفي لبيب، الذي غادر الحياة عن سن يناهز 77 عاما، بعد صراع امتد لسنوات مع المرض، تاركا خلفه فراغا يصعب ملؤه في المشهد الفني المصري والعربي.
الفنان الراحل كان قد نقل خلال الأيام القليلة الماضية إلى وحدة العناية المركزة بإحدى المستشفيات، بعد أن تدهورت حالته الصحية بشكل حاد، إثر نوبة مرضية مفاجئة جعلت الطاقم الطبي يبذل أقصى جهوده للحفاظ على حياته، دون جدوى.
عرف لطفي لبيب بمسيرة طويلة اتسمت بالتنوع والعمق، إذ لم يكن مجرد ممثل عابر للكاميرا، بل جسد شخصيات اتسمت بالتركيبة النفسية والبعد الإنساني، فتراوحت أدواره بين الكوميديا السوداء والدراما الهادئة، وبين الشخصيات الساخرة والرمزية، في تنقل فني نادر جمع بين الذكاء والبساطة.
رصيد الفنان لا يمكن اختزاله في أرقام، رغم أنه شارك في أكثر من 100 فيلم سينمائي، إلى جانب ما يزيد عن 30 عملا دراميا. غير أن ما جعله حاضرا في ذاكرة المشاهد ليس الكثرة، بل قدرته على منح كل شخصية حياة خاصة بها، مهما كانت مساحتها في النص أو المشهد.
من بين أدواره التي لا تنسى، تجسيده لشخصية السفير الإسرائيلي في الفيلم الشهير “السفارة في العمارة”، حيث مزج بين السخرية والرسالة السياسية بأسلوب عبقري. كما لمع اسمه في مسلسلات ناجحة كـ”صاحب السعادة” و”عفاريت عدلي علام”، التي لعب فيها أدوارا ساهمت في تعميق الحبكة الدرامية، دون أن تطغى على أبطال العمل.