ودع العالم واحدا من أبرز الوجوه القضائية الإنسانية، بوفاة القاضي الأمريكي فرانك كابريو، عن عمر يناهز 88 عاما، بعد صراع طويل ومرير مع سرطان البنكرياس. رحيله لا يمثل فقدان شخصية قانونية فحسب، بل نهاية مسيرة جعلت من العدالة مزيجا بين الصرامة والرحمة.
عائلته أعلنت الخبر في بيان رسمي عبر صفحته على “إنستغرام”، مؤكدة أن إرثه الإنساني سيظل حاضرا في قلوب الملايين الذين تأثروا بمسيرته. البيان أشار إلى أن كابريو لم يعرف فقط كقاض بارز، بل أيضا كزوج وأب وجد وصديق أوفى. المفارقة المؤثرة أن إعلان الوفاة جاء بعد ساعات قليلة من نشره لمقطع فيديو من المستشفى، طلب فيه الدعاء ووجه من خلاله كلمات وداع لجمهوره.
الشهرة العالمية لكابريو لم ترتبط فقط بعمله داخل قاعات المحاكم، بل تعززت من خلال برنامجه التلفزيوني الشهير Caught in Providence، الذي كشف للعالم أسلوبه المختلف في التعامل مع المتهمين، خصوصا من المهاجرين والفئات الهشة. بأسلوب يمزج بين روح الدعابة والإنسانية، كان يخفف الأحكام أو يلغيها استنادا إلى ظروف اجتماعية وإنسانية استثنائية.
المسيرة المهنية للقاضي بدأت منذ عقود طويلة، حيث تولى منصب رئيس قضاة المحكمة البلدية في بروفيدنس بولاية رود آيلاند منذ عام 1985، كما ترأس مجلس محافظي رود آيلاند للتعليم العالي لعقد كامل. أما بدايات رحلته مع المرض فكانت في دجنبر 2023 حين أعلن إصابته بسرطان البنكرياس، قبل أن يخضع لعلاجات قاسية، ويعلن في ماي 2024 نهاية فترة علاجه، محتفيا بما وصفه بـ”جرس الشفاء”. لكن المرض لم يمهله طويلا، إذ تدهورت حالته من جديد في غشت الجاري، ليعود إلى المستشفى حيث سجل رسالته الأخيرة.
ولد فرانك كابريو سنة 1936، ورحل في غشت 2025 تاركا وراءه صورة لقاض جمع بين القانون والإنسانية، وجعل من العدالة تجربة أقرب إلى الرحمة منها إلى العقاب.